للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سَنَةَ سَتٍّ وسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِمَائَةَ، وصُلِّيَ عَلَيْهِ بجَامِعٍ بالمَدِيْنَةِ (١)، ودُفِنَ في يَوْمِ الجُمُعَةِ بجَنْبِ شَيْخِنَا الشَّرِيْفِ أَبِي جَعْفَرٍ.

٦٨٠ - القَاضِيْ أَبُو الفَتْحِ عَبْدُ الوَهَّابِ (٢) بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ بن جَلَبَةَ الحَرَّانِيُّ. قَدِمَ بَغْدَادَ من ثَغْرِ حَرَّانَ، قَاصِدًا لِمَسْجِدِ الوَالِدِ السَّعِيْدِ، وطَالِبًا لِدَرْسِ الفِقْهِ، فَتَفَقَّهَ عَلَيْهِ، وكَتَبَ كَثِيْرًا من مُصَنَّفَاتِهِ.

وكَانَ يَلِي القَضَاءَ بحَرَّانَ مِنْ قِبَلِ الوَالِدِ السَّعِيْدِ، كَتَبَ لَهُ عَهْدًا بِوِلَايَةِ القَضَاءِ بحَرَّانَ، وكَانَ نَاشِرًا لِمَذْهَبِنَا، دَاعِيًا إِلَيْهِ في تِلْكَ الدِّيَارِ، وكَانَ مُفْتِيَهَا، وَوَاعِظَهَا، وخَطِيْبُهَا، ومُدَرِّسَهَا. وسَمِعَ الحَدِيْثَ مِنْ أَبِي عَلِيِّ بن شَاذَانَ، ومِنَ البَرْقَانِيِّ، ومِنْ أَبِي عَليِّ بنِ شِهَابٍ، ومِنَ الوَالِدِ السَّعِيْدِ في آخَرِيْنَ.

واخْتَارَ اللهُ العَظِيْمُ لَهُ الشَّهَادَةَ عَلَى يَدِي ابنِ قُرَيْشٍ العُقَيْلِيِّ (٣) في


(١) في (ط): "بجامع المنصور بالمدينة"، وقلنا -فيما سبق-: إنَّ جامعَ المنصورِ هو نُفسُه جامع المدينة. والمقصود "مدينة المنصور بغداد" أي: وسط البَلَدِ.
(٢) ابنُ جَلَبَة الحَرَّانِيُّ: (؟ - ٤٧٦ هـ)
الذَّيْل على طبقات الحنابلة رقم (٢٠)، وفي (ط): "حلبة".
(٣) هو مسلم بن قريش بن بدران العُقَيْلِيُّ. قال الحافظُ الذَّهَبِيُّ. كان يَتَرَفَّضُ كأبيه. ونَهَبَ أبوه دور الخلافة في فتنة البساسيري … ولي ابنه ديار ربيعة ومضر، وتملك حلب، وأخذ الأتاوة من بلاد الرُّوم وحاضر دمشق، وكاد أن يأخذها فنزع أهل حران طاعته فبادر إليها فحاربوه فافتتحها، وبذل السَّيف في السُّنَّة بها وأظهر سبَّ الصَّحابة … ". خنقه خادم له في الحمام فقتله سنة (٤٧٨ هـ). وقيل: قتل بظاهر أنطاكيَّة. يُراجع: الكامل (١٠/ ١٧، ١١٤، ١٢٦، ١٢٧، ١٣٤، ١٣٥) ووفيات الأعيان (٥/ ٢٦٧)، وسير أعلام النُّبلاء (١٨/ ٤٨٢).