للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ حَنْبَلٍ في مَنْزِلِهِ يَقُوْلُ: بَلَغَنِي عَنْ أَخِي مَنْصُوْرِ بنِ عَمَّارٍ أَنَّه كَانَ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ قَدْ أَحَاطَتْ بِنَا الشَّدَائِدُ، وأَنْتَ ذُخْرٌ لَهَا، فَلَا تُعذِّبْنَا، وأَنكَ عَلَى العَفْوِ قَادِرٌ، سَيِّدِي قَدْ أَرَيْتَنَا قُدْرَتَكَ، ولَم تَزَلْ قَادِرًا، فَأَرِنَا عَفْوَكَ، ولَمْ تَزَلْ تَعْفُو، فَإِنْ اعتَرَضَ مُعْتَرِضٌ بِأَنَّ إِمَامَنَا أَحْمَدَ مَحْفُوْظٌ عَنْهُ النَّهْيُ عن كَتْبِ كَلَامِ مَنْصُوْرٍ، والاستِمَاعِ لِلْقُصَّاصِ بِهِ؟ قيلَ: إِنَّمَا رَأَى إِمَامُنَا أَحْمَدُ النَّاسُ لَهِجِيْنَ بِكَلَامِهِ، قَدْ اشتُهِرُوا بِهِ حَتَّى دَوَّنُوْهُ، وفَصَّلُوْهُ مَجَالِسَ يَتَحَفَّظُوْنَهَا ويُلَقِّنُوْنَهَا، ويُكْثِرُوْنَ فِيْمَا بَيْنَهُمْ دِرَاسَتِهَا، فَكَرِهَ لَهُمْ أَنْ يَلْهَوا بِذلِكَ عَنْ كِتَابِ اللهِ تَعَالَى، ويَشْتَغِلُوا بِهِ عَنْ حِفْظِ السُّنَّةِ وأَحْكَامِ المِلَّةِ لَا غَيْرُ.

٤٤٠ - مُحَمَّدُ بنُ عَبْدَكَ القَزَّازُ (١).

أَنْبَأَنَا الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحمَّدٍ الخَلَّالُ، حدَّثنَا محمَّدُ


= (٤/ ١٩٥)، ومختصره للزُّبيدي الأندلسيّ (١/ ١٣٤). والله تعالى أعلم.
(١) ابنُ عَبْدَكَ القَزَّازُ: (؟ - ٢٧٦ هـ)
أخْبَارُهُ في: مناقب الإمام أحمد (١٤٠)، ومُخْتَصَرِ النَّابُلُسِيِّ (٢٢٩)، والمَقْصدِ الأرْشَدِ (٢/ ٤٠٠)، والمَنْهَجِ الأحْمَدِ (١/ ٢٨٣)، ومُخْتَصَره "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (١/ ١٠١).
ويُراجع: تاريخ بغداد (٢/ ٣٨٤)، ولا أظنُّ أنَّه هو محمد بن عبدك الرَّازيُّ، أبو جعفرٍ المذكور في "تاريخ دمشق" (٥٤/ ١٦٤)، وإن وافقه في اسمه واسم أبيه - مع قلة استعماله، بل نُدرة استعماله - وكذلك موافقته في كنيته. كُلُّ ذلك لا يجعلهما واحدًا؛ لاختلاف النِّسبة، وأسماء الشُّيوخ والتَّلاميذ … وصاحبنا في "تاريخ الإسلام" (٤٥٣)، وأحال محققه على "حديث خيثمة الأطرابُلُسِيِّ"، و"تاريخ دمشق"، والمذكور فيهما - فيما أظنُّ - غير صاحبنا كما أسلفتُ، والله تعالى أعلم.