للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بِأَغْصَانِ سِدْرَةِ المُنْتَهَى، وتَدَلَّيَ بَعْضُ أَغْصَانِهَا إِلَى الدُّنْيَا، فَمَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهَا أَدْخَلَهُ الجَنَّةَ، أَلَا إِنَّ السَّخَاءَ مِنَ الإيْمَانِ، والإيْمَانُ في الجَنَّةِ، وخَلَق البُخْلَ مِنْ مَقتِهِ وجَعَلَ أُسَّهُ في أَصْلِ شَجَرَةِ الزَّقُّوْمِ، وتَدَلَّى بَعْضُ أَغْصَانِهَا إِلَى الدُّنْيَا، فَمَنْ تَعَلَّقَ بُغُصْنٍ مِنْهَا أَدْخَلَهُ النَّارَ، أَلَا إِنَّ البُخْلَ مِنَ الكُفْرِ، والكُفْرُ فِي النَّارِ".

وَمَاتَ أَبُو عَلِيِّ بنُ البَنَّاءِ في يَوْمِ السَّبْتِ الخَامِسِ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وسبعيْنَ (١) وأَرْبَعَمَائَةَ، وصُلِّيَ عَلَيْهِ بِجَامِعِ القَصْرِ وجَامِعَ المَدِيْنَةِ، ودُفِنَ بمَقْبَرَةِ إِمَامِنَا أَحْمَدَ -رحمة اللهُ عَلَيْه- (٢).

٦٧٩ - أَبُو الوَفَاءِ طَاهِرُ بنُ الحُسَيْن (٣) بنِ أَحْمَدَ، يُعْرَفُ بـ"ابنِ القَوَّاسِ" تَفَقَّهُ عَلَى الوَالِدِ السَّعِيْدِ، وكَانَتْ لَهُ حَلْقَةٌ بِجَامِعَ المَنْصُوْرِ يُفْتي ويَعِظُ. وكَانَ يَقْرَأُ القُرْآنَ، ويُدَرِّسُ الفِقْهَ في مَسْجِدِهِ بِبَابِ البَصْرَةِ، وَكَانَ قَرَأَ القُرْآنَ عَلَى أَبِي الحَسَنِ الحَمَّامِي وغَيْرِهِ، وسَمِعَ الحَدِيْثَ من هِلَالٍ الحَفَّارِ، وأَبِي نَصْرِ بنِ النَّرْسِيِّ، وأَبِي الحُسَيْنِ بنِ بِشْرَانَ وغَيْرِهِمْ. وكَانَ ثِقَةً، صَالِحًا، أَمَّارًا بالمَعْرُوْفِ، مُلَازِمًا لِمَسْجِدِهِ، وَأَقَامَ فِيْهِ خَمْسِيْنَ سَنَةً تَقْرِيْبًا.

وُلِدَ سَنَةَ تِسْعِيْنَ وثَلَاثِمَائَة، وتُوفِّيَ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ سَابِعَ عَشَرَ شَعْبَانَ


(١) في (ط) وأصلها (أ): "وتسعين" خَطَأٌ ظاهِرٌ.
(٢) في (ط): "".
(٣) ابن القَوَّاسِ: (٣٩٠ - ٤٧٦ هـ)
الذَّيل على طبقات الحنابلة رقم (١٩).