للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبدِ الرَّحمن بنِ عَمْرِو بن عَمِيْرَةَ الفَرَّاءُ الحَنْبَلِيُّ الدِّمشقيُّ (ت ٧٠٠ هـ) وأهلُ بيتِهِ، وهم مِمِّن يُسْتَدْرَكُ على الحَافظِ ابنِ رَجَبٍ وغَيْرُهُم كَثِيْرٌ.

[٢ - مولده]

وُلِدَ أبُو الحُسين في بَغْدَادَ لَيْلةَ النِّصْفُ من شَهْرِ شَعْبَان سنةَ إحدى وخَمْسِين وأربعِمَائَةَ من الهِجْرَة النَّبَوِيَّةِ، لا أعرفُ خِلافًا ظاهرًا في ذلك (١).

٣ - أُسرتُهُ:

نَشَأَ أبو الحُسين في وَسَطٍ عِلْمِيٍّ، فَوَالِدُهُ القاضي أبُويَعْلَى مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْن بنِ الفرَّاء (ت ٤٥٨ هـ) إمامُ الحَنَابِلَةِ في وَقْتِهِ دُونَ مُدَافَعٍ، ويُعْرَفُ عندهم بـ "القَاضِي " على الإِطْلَاقِ، ولسنا بحَاجَة لذكرِ مكانَته الاجتماعية، ولا مَنْزلتِهِ العلميَّةِ، فسُمْعَتُهُ مَلأَتِ الدُّنْيا، وشُهْرَتُهُ طبَّقتِ الآفاقِ، ذَكَرُه ابنُهُ في كتابنا هذَا في الجُزء الثَّالث (الطَّبقة الخامسة) وجعله أمةً وحدَهُ في هَذِهِ الطَّبَقة، ولم يَذْكُر فيها سِوَاهُ، وَذَكَرَ سيرتَهُ ومَنَاقبَهُ حتَّى جَاوزَ الحَدَّ في ذلك من ص (٣٦١ - ٤٢٦)، ولاشَكَّ أنَّ سِيْرَةَ القاضي أَبِي يَعْلَى جَدِيِرَةٌ بأن تُسَطَّرَ ويُشَادَ بها؛ لأنَّ في ذِكْرِ مَنَاقِبِهِ أُسْوَةً لطلبةِ العِلْمِ، كغيره من العُلَمَاء المُبَرِّزِين، لكن لو أنَّه أَفرَدَهَا في كِتَابٍ خَاصٍّ كَمَا يَفْعَلُ كثيرٌ من العُلَمَاءِ، وَأوْرَدَ في تَرْجَمَتِهِ في الطَّبقاتِ أَهَمَّ مَلَامِحِ هَذِهِ الشَّخْصِيَّةِ


(١) جاء في مُعجم شيوخ الحافظ ابن عَسَاكِرٍ: ورقة: ٢٠٩ تعليقةً منقولةً من خطِّ المُصَنِّفِ: "ولد أبو الحُسَيْن بن الفرَّاء في النَّصْف من شعبان … وقيل: … ثم كلام لم أتبيَّنُه … ثم قتله اللُّصوص في بيته (بخط المُصَنِّفِ) " وَبِهَذِهِ الخُرُوْم ذَهَبَت فائدتها؟!.

<<  <  ج: ص:  >  >>