للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إِنْسَانٌ آخرُ في المَنَامِ، فَقَالَ لَهُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟ فَقَالَ: التَقَيْتُ بأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، فَقَالَ لِيْ: يَا أَبَا جَعْفَر، لَقَدْ جَاهَدْتَ في اللهِ حَقَّ (١) جِهَادِهِ، وَقَدْ أَعْطَاكَ اللهُ تَعَالَى الرِّضَا. ورَآهُ أَبُو بَكْرٍ المَعْرُوْفِ بـ"ابنِ القَيِّم" في المَنَامِ، فَقَالَ لَهُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟ فَقَالَ لَهُ: مَاتَ النَّاسُ، وكنتُ آخِرَهُم، أَوْ كَمَا قَالَ

٦٧٦ - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ (٢) بنِ إِسْحاقَ بنِ مَنْدَهْ الأصْبَهَانِيُّ، أَبُو القَاسِمِ، رَحَلَ في طَلَبِ العِلْمِ، وكَتَبَ، وصَنَّفَ تَصَانِيْفُ كَثِيْرَةً، وكَانَ قُدْوَةَ أَهْلِ السُّنَّة بِأَصْبَهَانَ، وشَيْخَهُم في وَقْتِهِ، وَكَانَ مُجْتَهِدًا مُتَّبِعًا آثار رَسُوْلِ اللهِ (٣) ويُحَرِّضُ النَّاسِ عَلَيْهَا (٤)، وَكَانَ شَدَيْدًا عَلَى أَهْلِ البِدَعِ، مُبَايِنًا لَهُمْ (٥)، وَمَا كَانَ في عَصْرِهِ وَبَلَدِهِ مِثْلَهُ في وَرَعِهِ، وزُهْدِهِ وصِيَانَتِهِ، وحَالُهُ أَظْهَرُ منْ ذلِكَ، وكَانَتْ بَيْنَهُ وبَيْنَ الوَالِدِ السَّعِيْدِ مُكَاتَبَاتٌ.


(١) في (أ): "في إسحاق" تحريف ظاهر.
(٢) أبوالقاسم بن مَنْدَه: (٣٨٣ - ٤٧٠ هـ)
الذَّيل على طبقات الحنابلة رقم (١٢).
والحَدِيْثُ عن أسرته سبق في الترجمة رقم (٤٦٩) ترجمة جدّه الأعلى محمد بن يحيى
(٣) في (ط): "النَّبِي".
(٤) في (أ): "عليه".
(٥) جاء في تاريخ الإسلام للحافظِ الذَّهبيِّ في ترجمة عبد الله بن محمد بن عَقيل، أبو عبد الله البَاوَرْدِيُّ (ت ٤١٥ هـ): "وهو معتزليٌّ جَلْدٌ، مُتَحرِّقٌ، قال يحيى بن مندة ثنا عَمِّي عبد الرَّحْمن، قال: كتبتُ عنه جزءين فقال لي: من لم يكن على مذهب الاعتزال فليس بمُسلمٍ، فمزقتُ مَا كَتَبْتُ عنه".