للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأَرْبَعِمَائَةَ، وأُخْرِجَتْ جِنَازَتُهُ في غَدَاةِ يَوْمِ الجُمُعَةِ، وحَضَرَتُ الجِنَازَةَ، وكَانَ يَوْمًا مَشْهُوْدًا بِكَثْرَةِ (١) الخَلْقِ، وعَظُمَ الحُزْنُ والبُكَاءُ، وكَانَ جَمْعًا لَمْ أَرَ مِثْلَهُ لِجِنَازَةٍ بَعْدَ جِنَازَةِ الوَالِدِ السَّعِيْدِ.

وتَقَدَّمَ للصَّلَاةِ عليه أخُوْهُ أَبُو الفَضْلِ (٢) بجَامِعِ المَدِيْنَةِ. وحُفِرَ لَهُ بجَنْبِ قَبْرِ إِمَامِنَا أَحْمَدَ، فَدُفِنَ فِيْهِ، وأَخَذَ النَّاسُ من تُرَابِ قَبْرِهِ الشيء (٣) الكَثِيْرَ تَبَرُّكًا بِهِ. ولَزِمَ النَّاسُ قَبْرَهُ لَيْلًا ونَهَارًا مُدَّةً طَوِيْلَةً، ويَقْرَأُوْنَ خَتَمَاتٍ ويُكْثِرُوْنَ الدُّعَاءَ، ولَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّه خُتِمَ عَلَى قَبْرِهِ في مُدَّةِ شُهُوْرٍ أُلُوْفُ خَتَمَاتٍ (٤). وكَثُرَتْ المَنَامَاتُ مِنَ الصَّالِحِيْنَ بالرُّوَى الصَّالِحَةِ لَهُ. فَمِنْ جُمْلَةِ مَا رُئِيَ لَهُ في المَنَامِ بَعْدَ وَفَاتِهِ: أَنَّ الرَّائِيْ لَهُ حَكَى: أَنَّه قَالَ لَهُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟ فَقَالَ: لَمَّا وُضِعَتُ في قَبْرِي، رَأَيْتُ قُبَّةً من دُرَّةٍ بَيْضَاءَ، لَهَا ثَلَاثَةُ أَبْوَابٍ، وقَائِلٌ يَقُوْلُ: هَذِهِ لَكَ، ادْخُل مِنْ أَيِّ أَبْوَابِهَا شِئْتَ. وَرَآهُ


(١) في (ب): "بكثرة".
(٢) أخوه أبو الفضل؛ محمد بن عيسى الهاشِمِيُّ قال الحافظ الذَّهبيّ : في تاريخ الإسلام: سمع أبا القاسم بن بِشْرَان وغيره، وكان من كبار علماء الحنابلة، كتب عنه شجاع الذُّهلي وغيره. يُراجع: ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (٢/ ١٥٦).
أقول -وعلى الله أعتمد- ومع أنَّه منه كبار الحنابلة لم يذكر ابن أبي يعلى هُنا، ولا استدركه عليه الحافظ ابن رجب في "الذَّيل" وذكروا أنه توفي بعد أخيه بقليل. وأذكره في هامش "الذَّيل" بأوفى من هذا الذكر إن أمكن إنْ شاء الله.
(٣) ساقط من (ط).
(٤) كلُّ هَذَا من البدع، فلم يرد عن رسول الله أنَّه حَثَّ عليه أو أمر به أو فعله أو أقرَّه.