للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

احْتَمَلَهُ هَذَا المَوْضِعُ، وحَالُهُ أَشْهرُ، وأَمْرُهُ أَظْهَرُ مِنْ ذلِكَ، ولَقَدْ بَلَغَ مِنْ قدْرِهِ ومَحَلِّهِ عِنْدَ الإمَامِ المُقْتَدِي بِأَمْرِ الله: أَنَّه لَمَّا فَرَغَ شَيْخُنَا الشَّرِيْفُ مِنْ غَسْلِ الإمَامِ القَائِمِ بِأَمْرِ اللهِ: لَمْ يَأْذَنْ لَهُ بالمَصِيْرِ إِلَى مَنْزِلِهِ، حَتَّى بَايَعَ النَّاسُ الإمَامَ المُقْتَدِي بَأَمْرِ اللهِ على الإجْمَاعِ، واسْتَدْعَاهُ لِبَيْعَتِهِ مُفْرَدًا مخليًا بِهِ، فَبَايَعَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ شَيْخُنَا الشَّرِيْفُ في جُمْلَةِ كَلَامِهِ لَهُ (١):

إِذَا سَيِّدٌ مِنَا مَضَى، قَامَ سَيِّدٌ … قَؤُوْلٌ بها قَالَ الكِرَامُ فَعُوْلُ

ثُمَّ أَذِنَ لَهُ بالمُضِيِّ إِلَى مَنْزِلِهِ بَعْدَ بَيْعَتِهِ. وانْتَهَى إِليهِ في وَقْتِهِ الرِّحْلَةُ بِطَلَبِ مَذْهَبِ إِمَامِنَا أَحْمَدَ (٢)

وتُوُفِّيَ (٣) يَوْمَ الخَمِيْسِ النِّصْف من صفَرَ سَنَةَ سَبْعِيْنَ


(١) البيتُ من قصيدةٍ تُنسَبُ إلى السَّمو أل بن عاديا اليَهودي، وربما تُنْسَبُ إلى عبد الملك بن عبد الرحَّيم الحَارِثِيِّ وأولُهَا:
إِذَا المَرْءُ لَمْ يَدْنَسْ من اللُّؤْم عِرْضُهُ … فَكُلُّ رِدَاءٍ يَرْتَدِيْهِ جَمِيْلُ
وإِنْ هُوَ لَمْ يَحْمِلْ على النَّفْسِ ضَيْمَهَا … فَلَيْسَ عَلَى حُسْنِ الثَّنَاءِ سَبِيْلُ
رواية البيت في (أ): "كَمَا قَال … " ورواية حماسة أبي تمام (رواية الجواليقي) (٤٤): "لِمَا قَالَ … " وقولُ الشَّاعِر في آخر القصيدة:
فَإِنَّ بِنَيْ الدَّيَّانِ قُطْبٌ لِقَوْمِهِمْ … تَدُوْرُ رَحَاهُمْ حَوْلَهُمْ وتَجُوْلُ
يَدُلُّ على أَنَّها للحَارثي؛ لأنَّ بَنِي الدَّيَّان من بني الحارث بن كَعْبٍ؛ فَالدَّيَّانُ: يزيدُ بنِ قَطَنِ بنِ زِيَادِ بنِ الحَارِثِ بنِ مَالِكِ بن كَعْبِ بنِ الحَارِث بن كَعْبٍ. كذا في جمهرة أنساب العرب لابن حزم (٤١٦، ٤١٧) وقال: "وهم بيتُ مَذْحَجِ وأخوالُ أبي العبَّاسِ السَّفَّاح".
(٢) ساقط من (ط).
(٣) ساقط من (ط).