للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقدْ سَمِعْتُ مِنْهُ حَدِيْثًا، وكُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ كَلَامَهُ كأَنَّه نَذِيرُ قَوْمٍ. وأَحْسَبُ أَنَّه كانَ آخرَ القُصَّاص الَّذين يُفرَحُ بِهِمْ، ويُعتَدُّ بقَولِهِمْ. وكانَ عِنْدَه عن أَبي عَبدِ الله "مَسَائِلُ" حِسْانٌ صَالِحةٌ، مِنْهَا: قَالَ (١): سأَلتُ أَحْمَدَ عن الجَنَابَةِ تُصِيْبُ الثَّوْبَ؟ فَقَالَ: يَفْرُكُهُ ويَغْسِلُهُ، أيَّ ذلِكَ فَعَلَ أَجَزَأَهُ؛ لأنَّهُمَا قَدْ رُوَيا عنِ النَّبِيِّ جَمِيْعًا. فقلتُ لَهُ: فإِذَا كَانَ رَطْبًا، كيفَ يَفْرُكُهُ؟ قَالَ يَمْسَحُهُ، كما قال ابنِ عَبَّاسٍ "بإِذْخِرَةِ" (٢) قَالَ: وَلَوْ كَانَ نَجِسًا مَا كَانَ الفَرْكُ يُطَهِّرُهُ.

٢٠٥ - خُشْنَامُ بنُ سَعْدٍ. (٣) نَقَلَ عَنْ إِمَامِنَا أَشْيَاءً. مِنْهَا: قَالَ: سَأَلْتُ أَحمدَ


(١) المسألة في كتاب "المسائل الفقهيَّة من كتاب الرِّوايتين والوجهين" (١/ ١٥٥). ويُراجع: مسائل الإمام أحمد رواية صالح بن الإمام (١/ ٣٣٤، ٣/ ٤٦)، ورواية عبد الله بن الإمام (١/ ٤٩)، ورواية ابن هانئ (١/ ٢٥)، ورواية أبي داود (٢١)، والمُغني (٢/ ٤٩٧)، وشرح الزَّركشي (٢/ ٤٤)، والمُبدع (١/ ٢٥٤)، وكشَّاف القناع (١/ ١٣٩، ١٩٤).
(٢) الإذْخِرَةُ: واحدةُ الإذْخِرِ نَبتٌ مَشْهُورٌ بالحِجَاز وخَاصَّةً بمكَّة -شَرَّفَهَا اللهُ-. وهو بكسر الهمزة وسكون الذَّال المُعجمة وكسر الخاء المعجمة أيضًا: نبتٌ طيِّبُ الرِّيح، وقال أبو حَنِيْفَةَ الدِّيْنَوَرِيُّ صاحبُ كتاب "النَّبَات": "دفر الرِّيح". يُراجع: الصِّحاح، واللِّسان، والتَّاج: (ذخر)
(٣) خُشْنَامُ بنُ سَعْدٍ: (؟ -؟)
أخبارُهُ في: مُخْتَصَر النَّابُلُسِيِّ (١١١)، والمَقْصد الأرْشَد (١/ ٣٧١)، والمَنْهَجِ الأحْمَد (٢/ ١٠٠)، ومُخْتَصره "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (١/ ١٣١). في المنهج الأحمد: " … بن سعيد" و (خُشْنَامُ) لقبٌ وليس اسمًا. وهو فارسيٌّ معناه بالعربيَّة: طيِّب الذِّكر. يُراجع: ألقاب ابن الفَرَضِيِّ (٥٨)، وكشف النِّقاب لابن الجوزي (١/ ١٨٠)، ونُزهة الألباب للحافظ ابن حجر (١/ ٢٤٠). وضبطها الحافظ السَّمعاني في "الأنساب" (٥/ ١٤٣): "بضمِّ الخَاءِ وسكون الشَّين المُعجمتين، وفتح النُّون وفي آخرها ميم". وقال أبو سَعْدٍ أيضًا: "وكنتُ أظنُّ أَنَّ هذَا الاسم بفتح الخاء -أعني هو خُوْشنام- بالعجميَّة فعُرّب حتى رأيتُ=