للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رَوَى البُخَارِيُّ بإِسْنَادِهِ (١) عن عَبْدِ الله (٢) قَالَ: "أَتَى النَّبِيُّ الغَائِطَ، فَأَمَرَني أَنْ آتيَهُ بِثَلَاثَةِ [أَحْجَارٍ" والأمْرُ عَلَى الوُجُوْبِ] (٣)؛ ولأنَّهَا عِبَادَةٌ تَتَعَلَّقُ بالأحْجَارِ، فَلَا يَقُوْمُ غَيْرُهَا مَقَامَهَا، دَلِيْلُهُ رَمْيُ الجِمَارِ.

(المَسْأَلَةُ السَّادِسَةُ): قَالَ الخُرَقِيُّ: والحَجَرُ الكَبيْرُ الَّذِي لَهُ ثَلَاثُ شُعَبٍ يَقُوْمُ مَقَامَ الثَّلَاثَةِ الأحْجَارِ؛ لأنَّ القَصْدَ تَخْفِيْفُ (٤) النَّجَاسَةِ بِضَرْبٍ مِنَ العَدَدِ، وهَذَا المَعْنَى مَوْجُوْدٌ في الحَجَرِ الكَبِيْرِ، كَمَا لَوْ وُجِدَ بِثَلَاثَةٍ صِغَارٍ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَابُدَّ مِنْ ثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ، وهي الرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ (٥) عَنْ أَحْمَدَ؛ لِقَوْلهِ لِعَبدِ الله بنِ مَسْعُوْدٍ (٦): "ائْتِنِي بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ" ولَمْ يُفَرِّقْ.

(المَسْأَلَةُ السَّابِعَةُ): قَالَ الخِرَقِيُّ: وإِذَا أَسْلَمَ الكَافِرُ وَجَبَ عَلَيْهِ الغُسْلُ، وهو المَنْصُوْصُ؛ لِمَا رَوَى أَحْمَدُ بِإِسْنَادهِ: "أَنَّ قَيْسَ بنَ عَاصِمٍ (٧)


= المَقْصُوْدَ دَاوُدُ الأصْبَهَانِيُّ إمامُ أهلِ الظَّاهرِ، وسيأتي ذكرُهُ في مَسَائِل أُخرى لاحِقةٍ.
(١) الجامع الصَّحيح للبخاري (١٥٦).
(٢) في (هـ): " ".
(٣) ساقط من (أ).
(٤) في (ط): "تجفيف" والمثبتُ من الأُصول، وهي محرَّرةٌ مضبوطةٌ بالشَّكل الكامل في (ب) وإن كان المَعْنَى لا يُسَاعِدُ على ذَلِكَ؛ لأنَّ المَقْصُودَ التَّجفيفُ لا التَّخفيفُ؛ لذا شُرِطَ في الحِجَارَةِ أن تكونَ مُنَقِّيَةَ لا مُخفِّفَةً، لذا تتجاوز الثلاث عندَ الحَاجةِ.
(٥) في (ط): "الثَّابتة".
(٦) هو معنى الحديث السَّابق "أمرني أن آتيه بثلاثة أحجارِ" ويراجع مسند الإمام أحمد (١/ ٤٢٧).
(٧) من سادات بَنِى تَمِيْمٍ، وهو قيسُ بنُ عَاصِمِ المَنْقَرِيُّ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ وَأَسْلَمَ فاسْتَعْمَلَهُ=