- وجَدُّه المحدّثُ الكبيرُ مُعاذ بنُ مُعاذ العَنْبَرِيُّ (ت ١٩٦ هـ) من شيوخ الإمام أحمد -رحمهما الله- مُحَدِّثٌ، ثِقَةٌ. ولي قَضَاءَ البَصْرَةِ، وكان له مَحَلٌّ رفيعٌ، ومَنْزِلَةٌ عَالِيَةٌ، لم يَحْمِدْ أهلُ البَصْرَةِ أَمْرَهُ، وكثر الكارِهُون له، والرفائع عليه، فلما صُرِفَ عن القضاءِ أظهر أهلُ البَصْرَةِ السُّرورَ به، ونَحَرُوا الجَزُوْرَ وتَصَدَّقُوا بلَحمها، واستَتَرَ في بَيْتِهِ خَوفَ الوُثُوْبَ عليه، ثم أُشخِصَ بعد هذا الوقت إلى الرَّشِيْدِ فاعتَذَرَ فَقَبِلَ عُذْرَهُ، وَوَهَبَ له ألفَ دينارٍ، وكان من الأثبات في الحَديثِ، وكان يَحْيَى بنُ سعيدٍ في سُجُوده يقولُ: اللَّهمَّ اغفِرْ لخالد بن الحارث ولمُعاذ بنِ مُعاذٍ، فذكرتُ ذلِكَ ليحيى فلم ينكره، وقال: حدَّثَنَا شُعبَةُ، عن مُعاوية بن قرة، قال: قال أبو الدرداء: إنِّي لأستغفر لسبعين من إخواني في السُّجود، أُسمِّيهم بأسمائهم وأسماء آبائهم. قال يَحيى القَطَّانُ: طلبت الحديث عن رجلين من العَرَب؛ خالد بنِ الحارثِ بن سليمٍ الجَهْمِىِّ، ومُعَاذِ بن معاذٍ العَنْبَرِيِّ، وأنا مولى لقُريشَ، لتيم الله، فوالله ما سبقاني إلى مُحَدِّث قَطُّ فكتبا أشياء حتَّى أحْضُرَ، وما أُبالي إذا تابعني مُعَاذُ بنُ مُعاذٍ، وخالدُ بنُ الحارِثِ مَنْ خالفَنِي من النَّاس. يُراجع: الأنساب (٩/ ٧١، ٧٢). (١) ابنُ خِدَاشٍ الطَّالْقَانِي: (١٦٠ - ٢٥٠ هـ) أخْبَارُهُ في: مناقب الإمام أحمد (١٤٢)، ومُخْتَصَرِ النَّابُلُسِي (٢٤٧)، والمَقْصدِ الأرْشَدِ (٢/ ٥٤٥)، والمَنْهَجِ الأحْمَدِ (١/ ١٥٤)، ومُخْتَصَره "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (١/ ٨٥). =