للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إِمَامِنَا كَانَ يُقْعِدُهُ في حِجْرِهِ، وهو يَقْرَأ عَلَيْهِ الحَدِيْثَ، فَيُقَالُ لَهُ: يُؤْلِمُكَ. فَيَقُوْلُ: إِنِّي أُحِبُهُ.

مَوْلِدُهُ: يَوْمَ الاثْنَيْنِ لِثَلَاثٍ خَلَوْنَ مِنَ المُحَرَّم سَنَةَ أَرْبَعٍ وسَبْعِيْنَ ومَائَتَيْنِ. رَوَى عَنْهُ مِنَ المُتَقَدِّمِيْنَ: الدَّارَقُطْنِيُّ، وأَبُو حَفْصِ بنُ شَاهِيْنَ، ومِنْ دُوْنهِمْ؛ ابنُ رِزْقُوْيَه، ومُحَمَّدُ بنُ أَبِي الفَوَارِسِ، والبَرْقَانِيُّ، وأَبُو نُعَيْمٍ الأصْبِهَانِيُّ، وعَبْدُ المَلِكِ بنِ بِشْرَانَ، وابنُ المُذْهِبِ، والجَوْهَرِيُّ. سُئِلَ ابنُ مَالِكٍ عن الإيْمَانِ؟ فَقَالَ: قَوْلٌ وعَمَلٌ، ثُمَّ قَالَ: وَهَلْ يُشَكُّ فِيْهِ؟!.

وَقَالَ أَبُو الحَسَنِ بنُ الفُرَاتِ (١): كَانَ ابنُ مَالِكٍ القَطِيْعِيُّ مَسْتُوْرًا، صَاحبَ سُنَّةٍ، كَثِيْرَ السَّمَاعِ مِن عَبْدِ الله بنِ أَحْمَدَ ومِنْ غَيْرِهِ.

وقَالَ محمَّدُ بنُ أَبي الفَوَارِسِ (٢): كَانَ أَبُو بَكْرِ بنُ مَالِكٍ مَسْتُوْرًا


(١) ابن الفُرات هذا اسمه مُحَمَّدُ بن العبَّاسِ بن أَحْمَدَ، أبُو الحَسَنِ حَافظٌ، مُحَدِّثٌ، مُؤَرِّخٌ، كبيرُ القدر. قال ابنُ الأثِيْرِ في "الكامل": "خَطُّه حُجَّةٌ في صِحَّةِ النَّقْلِ، وَجَوْدَةِ الضَّبْطِ" (ت ٣٨٤ هـ)
ونقل الحافظ ابنُ حَجَر في "لسان الميزان" قال: "وقال أبُو عَمْرِو بنُ الصَّلاح: خَرِفَ في آخر عُمُرِهِ حتَى كان لا يَعْرِفُ شَيْئًا ممَّا يُقْرَأُ عليه، ذكر ذلك أبو الحَسَنِ بنُ الفُرَاتِ "وردّ الحافظُ الذهَبِيُّ ذلك فقال: "قُلْتُ: فهذا القول غُلُوٌ وإسْرَافٌ، وقد كان أبو بكرٍ أَسْنَدَ أَهْلِ زَمَانِهِ".
وأجابَ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ عن دفاع الحافظ الذهَبِيَّ فقال: "وإنكارُ الذهَبِى على ابن الفُرات عَجِيْبٌ؛ فإنَه لم يَنْفَرِدْ بذلك، فقد حَكَى الخَطِيْبُ في ترجمة أحمد بن أحمد المُسَيَّبي يقول: قَدِمْتُ بغداد وأبو بكر بن مالك حَيٌّ، وكان مَقْصُوْدُنَا دَرْسَ الفِقْهِ والفَرَائِضِ، فقالَ لنَا ابنُ اللَّبَّان الفَرَصِيُّ: لا تَذْهَبُوا إلى ابنِ مَالِكٍ فإنَّه قد ضَعُفَ واختَلَّ ومَنَعْتُ ابني السَّماعَ منه، قالَ: فلم نَذْهَبْ إليه".
(٢) نقل الحافظُ ابنُ حَجَر عن ابن أبي الفَوَارِسِ أيضًا قولَهُ فيه: "لَمْ يَكُنْ في الحَدِيْثِ بِذَاكَ".