قِيْرَاطٌ، فَقَالَتْ الزَّوْجَةُ: فَتِّشْ كُتُبَكَ، وانْظُرْ مَا لا تَحْتَاجُ إِلَيْهِ فَبِعْهُ، فَلَمَّا صَلَّيْتُ العِشَاءَ الآخِرَةَ جَلَسْتُ في الدِّهْلِيْز أَكْتُبُ، إِذْ طَرَقَ البَابُ طارقٌ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: كَلِّمْنِي، فَفَتَحْتُ البَّابَ، فَقَالَ لِي: أَطْفِئِ السِّرَاجَ، فَطَفَيْتُهَا، فَدَخَلَ الدِّهْلِيْزَ، فَوَضَعَ فِيْه كَارةً (١) وقَالَ لِي: اعْلَمْ أَنَّنَا أَصْلَحْنَا للصِّبْيَانِ طَعَامًا فَأَحْبَبْنَا أَنْ يَكُوْنَ لَكَ وللصِّبْيَانِ فيه نَصِيْبٌ، وهَذَا أَيْضًا شَيْءٌ آخرُ، فَوَضَعَهُ إلى جَانِبِ الكَارَةِ، وقَالَ: تَصْرِفْهُ في حَاجَتِكَ، وأَنَا لَا أَعْرِفُ الرَّجُلَ، وتَرَكَنِي وانْصَرَفَ، فَدَعَوْتُ الزَّوْجَةَ، وقُلْتُ لَهِا: أَسْرِجِيْ، فَأَسْرَجَتْ، وجَاءَتْ، وإِذَا الكَارَةُ مِنْديلٌ له قِيْمَةٌ، وفيه خَمْسُوْنَ وَسَطًا، في كُلِّ وَسَطٍ لَوْنٌ مِنَ الطَّعَامِ، وإِلَى جَانِبِ الكَارَةِ كِيْسٌ فيه ألْفُ دِيْنَارٍ، قَالَ النَّجَّادُ: فَقُمْتُ من عِنْدِهِ، ومَضَيْتُ إِلَى قَبْرِ أَحْمَدَ فَزُرْتُهُ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ، فَبَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي على جَانِبِ الخَنْدَقِ، إِذْ لَقِيَتْنِي عَجُوْزٌ من جِيْرَانِنَا فَقَالَتْ لِي: يا أَحْمَدُ؟ فَأَجَبْتُهَا، فَقَالَتْ: مَا لَكَ مَغْمُوْمٌ؟ فَأَخْبَرْتُهَا، فَقَالَتْ لِي: اعْلَمْ أَنَّ أُمَّكَ أَعْطَتْنِي قَبْلَ مَوْتهَا ثَلَاثَمَائِةِ دِرْهَمٍ، فَقَالَتْ لي: أَخبِئِي هَذِهِ عِنْدَكَ، فَإِذَا رَأيْتِ ابْنِي مَضِيْقًا مَغْمُومًا، فَأَعْطِيْهِ إِيَّاهَا، فَتَعَالَ مَعِي حَتَّى أُعْطِيَكَ إِيَّاهَا، فَمَضَيْتُ مَعَهَا، فَدَفَعَتْهَا إِلَيَّ.
حَدَّثَنَا جَدِّي لأُمِّي جَابِرٌ - رَحِمَنَا اللهُ وإِيَّاهُ - قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِي الحَسَنُ بنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلْمَان النَّجَّادُ، وحَدَّثَنَا عَبْدُ الله
(١) ما يحمل على الظَّهر من الثِّياب فارسية معرفة (الألفاظ الفارسيَّة المعرَّبة) هذه التَّعليقة مفادة من هامش "المنهج الأحمد".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute