للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إلَّا مَا عُمِلَ بِهِ، والعَمَلُ (١) هَبَاءٌ إلَّا مَا صَحَّ، ومَا صَحَّ فَلَسْتُ أَقْطَعُ بِهِ إلَّا باستِثناءِ مَا شَاءَ اللهُ.

قَرَأْتُ عَلَى عَلِيِّ القُرَشِيِّ (٢)، عَنِ الحَسَنِ الأَهْوَازِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ الحُمْرَانِيَّ يَقُوْلُ: لَمَّا دَخَلَ الأشْعَرِيُّ إِلَى بَغْدَادَ جَاءَ إِلَى البَرْبَهَارِيِّ، فَجَعَلَ يَقُوْلُ: رَدَدْتُ عَلَى الجُبَّائِيِّ (٣)، وعَلَى أَبِي هَاشِمٍ (٣)، ونَقَضْتُ عَلَيْهِمْ، وعَلَى اليَهُوْدِ والنَّصَارَى والمَجُوْسِ، وقُلْتُ لَهُمْ، وقَالُوا، وأَكْثَرَ الكَلَام في ذلِكَ، فَلَمَّا سَكَتَ قَالَ البَرْبَهَارِيُّ: مَا أَدْرِي مِمَّا قُلْتَ قَلِيْلًا وَلَا كَثِيْرًا (٤)، ولَا نَعْرِفُ إِلَّا مَا قَالَهُ أَبُو عَبْدِ الله أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، قَالَ: فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ، وَصَنَّفَ كِتَابَ "الإبَانَةِ" (٥) فَلَمْ يَقْبَلْهُ مِنْهُ، ولَمْ يَظْهَرْ بِبَغْدَادَ إِلَى أَنْ خَرَجَ مِنْهَا. وصَنَّفَ البَرْبَهَارِيُّ مُصَنَّفَاتٍ (٦)، مِنْهَا: "شَرْحُ كِتَابِ السُّنَّة"


(١) في (ط): "والعَمَلُ به هَبَاء".
(٢) أظنُّه عليَّ بنَ أَحْمَدَ بنِ يُوسُفَ، مِنْ آل عُتْبَةَ بنِ أبي سُفْيَانَ بنِ حَرْبِ بن أميَّةَ، القُرَشِيُّ، الأمَوِيُّ، أبو الحسن الهكاريُّ، قدم بغداد، ونزل برباط الزَّوزني (ت ٤٨٦ هـ). أخبارُهُ في: ذيل تاريخ بغداد لابن النَّجار (٣/ ١٧٢)، وسير أعلام النُّبلاء (١٩/ ٦٧).
(٣) كلاهما من كبار شيوخ المُعتزلة.
(٤) في (هـ): "إلَّا قليلًا وكثيرًا".
(٥) هو كتاب "الإبانة عن أصول الدِّيانة" مطبوعٌ.
(٦) لا أعلم أحدًا ذكر للبَرْبَهَاريِّ مصنَّفات غيرَ رسالتِهِ هَذِهِ "شرح السُّنَّة" فلعلَّ مُصَنَّفَاتِهِ الأخْرَى لم تَشتهر، إنْ كَانَ ثَمَّ مُصَنَّفات، وَرسَالَتُهُ هذِهِ حقَّقَهَا زميلنا الدُّكتور مُحَمَّد بن سَعِيْدٍ القَحْطَانِيُّ -حفظه الله- ونَشَرَهَا سنة (١٤٠٨ هـ) وأعاد طبعه ثانيةً، ثم حقَّقها خالد بن قاسم الرَّدادي وطبعها طبعتين أيضًا، الأخُرى منهما سنة (١٤١٨ هـ) وتخريج أحاديثها =