للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي﴾، أو: ﴿إِنِّي أَنَا رَبُّكَ﴾ (١)؟ فَمَنْ زَعَمَ كَمَا زَعَمَتِ الجَهْمِيَّةِ: أَنَّ اللهَ كَوَّنَ شَيْئًا، كَانَ يَقُوْلُ ذلِكَ المُكَوَّنُ: ﴿يَامُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٣٠)(٢) لَا يَجُوْزُ أَنْ يَقُوْلَ: ﴿إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ (٣) الْعَالَمِينَ (٣٠)﴾ وقَالَ اللهُ تَعَالَى (٤): ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (١٦٤)﴾ وقَالَ: (٥) ﴿وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ﴾ وقَالَ (٦): ﴿وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (٤١)﴾ وقَالَ: (٧) ﴿إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي﴾. فَهَذَا مَنْصُوْصُ القُرْآنِ. وأَمَّا مَا قَالُوا: إِنَّ اللهَ لَمْ يَتكلَّمْ وَلَا يَتَكَلَّمْ، فَكَيْفَ بِحَدِيْثِ الأعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ عَنْ عَدِيِّ بنِ حَاتِمٍ الطَّائِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ الله (٨): "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إلَّا وَسَيُكَلِّمُهُ اللهُ، لَيْسَ بَيْنَهُ وبَيْنَهُ تُرْجُمَانُ". وأَمَّا قَوْلُهُمْ: إِنَّ الكَلَامَ لَا يَكُونُ إلَّا من جَوْفٍ وفَمٍ وشَفَتَيْن ولِسَانٍ: أَلَيْسَ قَالَ اللهُ تَعَالَى لِلسَّمَواتِ والأَرْضِ (٩): ﴿ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا


(١) سورة طه، الآية: ١٢.
(٢) سورة القصص.
(٣) ساقط من (هـ).
(٤) سورة النساء.
(٥) سورة الأعراف، الآية: ١٤٣.
(٦) سورة طه.
(٧) سورة الأعراف، الآية: ١٤٤.
(٨) الحديث في مسند الإمام أحمد (٤/ ٢٥٦).
(٩) سورة فصلت.