للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سَمَاءٍ، والأرْضُ في يَدِهِ كَحَبَّةِ خَرْدَلٍ في أَرْضِ فَلَاةٍ: كَمْ مَرَّةٍ سبْعُوْنَ أَلْفًا؟

قَالَ: وحَكَى لَنَا أَيْضًا هَذَا الشَّيْخُ (١) عَنْ الحَسَنِ بنِ خَيْرُوْنَ (٢) -صَاحِبِ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ العَزِيْزِ- أَنَّه قَالَ: قَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ عَبدُ العَزِيْزِ: كُنْتُ مَعَ أُسْتَاذِي -يَعْنِي أبَا بَكْرٍ الخَلّاَلَ- وأَنَا غُلَامٌ مُشْتَدٌّ، فاجتَمَعَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ يَتَذَاكَرُوْنَ بعدَ عِشَاءِ الآخرةِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَلَيْسَ مُقْبِلٌ -يَعْنِي رَجُلًا أَسْوَدَ، كَانَ نَاطُوْرًا (٣) ببابِ حَرْبٍ- لنا مُدَّةٌ مَا رَأَيْنَاهُ؟ فَقَامُوا يَقْصدُوْنَهُ، وقَالَ لِي أُسْتَاذِيْ -يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ الخَلّاَلَ- لَا تَبْرَحْ، احفَظِ البَابَ، فَتَرَكْتهُمْ حَتَّى مَضَوا، وأَغْلَقْتُ البَابَ وتَبِعْتُهُم، فَلَمَّا بَلَغَنَا بَعْضَ الطَّرِيْقِ قَالَ لِي أُسْتَاذِي -يَعْنِي الخَلَّالَ- هُوَ ذَا، أَرَى وَرَاءَنَا شَخْصًا، فَوَقَفُوا فَقَالَ لِي:


(١) يَعنِي أَبَا بَكْرٍ بنَ سُكَيْنَةَ الأزَجِيَّ، السَّابقَ الذِّكرِ، وهذه الحكاية وما بعدها من حكايات الصُّوْفيَّة، أهل الولايات والخوارق، وادِّعاءِ علم الغَيْبِ والكُشُوفِ، ولا يَشُكُّ أحدٌ ببطلان مثل هذه التَّفاهات وأنها كَذِبٌ ملفقٌ على الفُضلَاءِ من الصَّالحين؛ للاستيلاء على عقول الدَّهماء من البلهاء أَوْسَاط العَامَّة، وقُلْتُ مِرَارًا: إنَّ مثلَ هَذِهِ الحكايات والنُّقول والأقوال تكثر في كُتُبِ التَّراجمِ والمَنَاقب، وهي تَلُوْحُ في كتاب القاضِي هَذَا، وإن كانت في مؤلفات غيره أكثر.
(٢) لم أجَدِ بنَ خَيْرُون هذا. ولعله والد الَإمام العلم الحافظ، المسند، أبو الفضل أحمد بن الحسن بن أحمد بن خيرون البغداديّ المقرئ المعروف بـ "ابن الباقلاني" (ت ٤٨٨ هـ) أخباره في سير أعلام النُّبلاء (١٩/ ١٠٥) وتذكرة الحفَّاظ (٤/ ١٢٠٧)، والوافي بالوفيات (٦/ ٣٢٠)، وغاية النِّهاية (١/ ٤٦).
(٣) النَّاطور: الحَارِسُ، والحافظ، جاء في الِّلسان (نطر): "والنَّاطور من كلام أهل السَّواد: حافظ الزَّرع والتمر والكرم. قال بعضهم: وليست بعربية محضةٌ وقال أبو حنيفة: هي عربيةٌ … " وهكذا هو في عاميَّة أهل نجد الآن.