للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فَقَالَ لِي: قَدْ نزلَ القُرْآنُ بالتَّكْذِيْبِ، لا بالتَّصْدِيْقِ. فَقَالَ (١): ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ (٢). فقلتُ لَهُ: قَدْ نزلَ القُرآن بالتَّصْدِيْقِ، لا بالتَّكْذِيْبِ، بِدِلالَةِ قَوْلهِ تَعَالَى في سِيَاقِ الآية: ﴿وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾ ثُمَّ نزَهَ نَفْسَهُ ﷿ عَمَّا يُشْرِكُ به مَنْ كَذَّبَ بِصِفَاتِهِ، فَقَالَ: ﴿سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٦٧)﴾: وقَولُهُ ﴿وَمَا قَدَرُوا (٣) اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ لا يَمْنَعُ مِنْ إثْبَاتِ الأصَابِعِ صِفَةً لَهُ، كَمَا ثَبَتَتْ صِفَاتُهُ التي لا أَخْتَلِفُ أَنَا أَنْتَ فِيْهَا، ومَعَ هَذَا ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ كذلِكَ أَيْضًا نُثْبِتُ الأصَاجَ صِفَةً لِذَاتِهِ : ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ هو فَلمَّا رَأَى مَا لَزِمَهُ قَالَ: هَذَا ظَنٌّ مِنِ ابن مَسْعُوْدٍ [أَخْطَأَ فِيْهِ. فَقُلْتُ لَهُ: هَذَا قَوْلُ مَنْ يَرُوْمُ هَدْمَ الإسْلامِ، والطَّعْنَ عَلَى الشَّرْعِ؛ لأنَّ مَنْ زَعَمَ أَنَّ ابنَ مَسْعُوْدٍ ظَنَّ، ولَمْ يَسْتَيْقِنْ] (٤)، فَحَكَى عَنِ النَّبِيِّ على ظَنِّهِ: فَقَدْ جَعَلَ إلى هَدْمٍ الإسلامِ مَقَالَتَهُ هَذِهِ، بَأَنْ يَتَجَاهَلَ أَهلَ الزَّيغ، فَيَتَهَجَّمُوا على كلِّ خبَرٍ جَاءَ عَن النَّبيِّ لا يُوافقُ مَذْهَبَهُم فيُسْقِطُوْنَهُ، بأن يَقُوْلُوا هَذَا ظَنٌّ مِنَ الصَّحَابِي (٥) عَلَى الرَّسُوْلِ ، إِذْ لا فَرْقَ بينَ ابن


(١) في (ط) فقط: "قال الله تعالى". سورة الزمر.
(٢) في (ط) فقط: "تعالى".
(٣) في (هـ): "وقدروا … " بسقوط (ما).
(٤) ساقط من (هـ).
(٥) في (ط): "من الصحابة على رسول … ".