للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

المُظَفَّرَ بنَ أَحمدَ بنِ محمَّدٍ الخَياطَ، سَمِعْتُ السَّاجِيَّ - وهو زكَرِيَّا بن يَحْيَى - يقولُ: أحمدُ بن محمَّدٍ (١) أفضلُ عندي من مالك، والأوزاعِيِّ (٢) والثَّوريِّ، والشَّافِعِيِّ؛ وذلكَ أَنَّ لِهَؤُلَاءِ نُظَرَاءَ وأَحمَدُ بنُ حَنْبَلٍ فلَا نَظيرَ لَهُ

وبإِسْنَادِهِ عَن عبدِ اللهِ بن إِسْحَاقَ المَدَائِنِيِّ (٣) قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقولُ: رأَيْتُ كأَنَّ النَّاسَ قَدْ جُمِعُوا إِلى مَكَّةَ، وكأَنَّ الحَجَرَ انْصَدَعَ، فَخَرَجَ مِنْهُ لِوَاءٌ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ فَقِيْلَ لِي: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَل بَايَعَ اللهَ ﷿.

وَبإِسْنَادِهِ قَالَ عبدُ الوَهَّابِ: لَمَّا قَال النَّبيُّ : "فَرُدُّوْهُ إِلَى عَالِمِهِ"


(١) بعدها في (ط): "ابن حنبل". وفي أصله (أ): "ابن محمد" موافقة للنُّسخ الأخرى؟!.
(٢) أمامُ أهل الشَّامِ أبو عَمْرٍو عبدُ الرَّحمن بنُ عَمْرِو بن محمَّدِ بن عمرٍو الأوْزَاعِيُّ (ت ١٥٧ هـ) له مذهبٌ مشهورٌ بالشَّامِ في زمنه، وانتقلَ مذهبُهُ إلى الأندلس على يد صَعْصَعَةَ بنِ سَلَّامٍ وغيره قبلَ دُخُولِ مذهبِ الإمامِ مالكٍ، لكنَّ مذهبَ مَالكٍ هو الذي ذاعَ وشاعَ فيها دونَ مُنَافسٍ. منسوبٌ إلى (الأوزاع) قريةٌ بالشَّامِ، سَكَنَهَا الأوزاعُ قومٌ من حِمْيَرَ وَدَخَلُوا في هَمْدَانَ فسُمِّيت القريةُ بهم، والأَوْزَاعُ -في الأصل- هُمُ الفِرَقُ والجَمَاعاتُ من النَّاسِ والبُيُوتِ، قال الشَّاعِرُ:
أَحْلَلْتُ بَيْتَكَ بالجَمِيعِ وبَعْضُهُمْ … مُتَفَرِّقٌ لِيَحُلَّ بالأوْزَاعِ
وفي اللِّسان والتَّاج: (وزع) "والأوزاع بطنٌ من هَمْدَان منهم الأوزاعيُّ" وللحديث صِلَةٌ يَضِيقُ عنها المقامُ. أخبار الأوزاعي في "تاريخ دمشق" (٣٥/ ١٤٧)، و"تهذيب الكمال" (١١/ ٣١١).
(٣) عبدُ الله بن إسحاق المَدَائِنِيُّ هذا له ذكرٌ في ترجمة عبد الله بن الإمام أحمد كما سيأتي، وهو عبدُ الله بن إسحاق بن إبراهيم بن حمَّادِ بن يَعْقُوب، أبو محمَّدٍ الأنماطيُّ (ت ٣١١ هـ) وثَّقه الدَّارقُطني وغيره. ذكره الخَطيبُ في "تاريخ بغداد" (٩/ ٤١٣)، ووالده الذي حكى عنه هذا المنام لم أقف على ترجمته. وحقه أن يذكر هُنا على منهج المؤلِّف.