للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يَقولُ: رَأَيْتُ المَعَاصي نَذَالَةً؛ فَتَرَكْتُهَا مُرُوْءَةً؛ فاسْتَحَالَتْ دِيِانَةً.

قَالَ: وحَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ [بن مُحَمَّد] الطَّاهِرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الحُسَيْنِ بنَ سَمْعُوْنَ يَذْكُرُ أَنَّه خَرَجَ مِنْ مَدِيْنَةِ الرَّسُوْلِ قَاصِدًا بيتَ المَقْدِس (١)، وَحَمَلَ في صُحْبَتِه تَمْرًا صَيْحَانِيًّا (٢)، فَلَمَّا وَصَلَ إلى بَيْتِ المَقْدِسِ (١) تَرَكَ التَّمْرَ مَعَ غَيْرِهِ مِنَ الطَّعَامَ في المَوْضِعِ الَّذِي كَانَ يَأْوِي إِلَيْهِ. ثُمَّ طَالَبَتْهُ نَفْسُهُ بأَكْلِ الرُّطَبِ، فأَقْبَل عَلَيْهَا بالمَلامَةِ، وقَالَ: مِنْ أَيْنَ لَنَا في هذَا المَوضع رُطَبٌ، فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ الإفْطَارَ عَمَدَ إلى التَّمْرَ ليَأكُلَ مِنْهُ، فَوَجَدَهُ رُطَبًا صَيْحَانِيًّا، فَلَمْ يَأكلْ مِنْهُ شَيْئًا، ثُمَّ عَادَ إِليه من غَدٍ عَشِيَّةً، فَوَجَده تَمْرًا عَلى حَالَتِهِ الأوْلَى، فَأَكَلَ مِنْهُ، أَوْ كَمَا قَالَ (٣).

قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا الحَسَنِ بنَ البَادَا يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبَا الفَتْحٍ القَوَّاسَ يَقُوْلُ: لَحِقَنِي إِضَافَةٌ وَقْتًا مِنَ الزَّمَانِ، فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَجِدْ في البَيْتِ غيْرَ قَوْسٍ


(١) ساقط من (هـ).
(٢) الصَّيْحَانِيُّ: جِنْسٌ من تَمْرِ المَدِيْنَةِ قَال الأزهريُّ في "تهذيب اللُّغة" (٥/ ١٦٧): "والصَّيْحَانِيُّ: ضَرْبٌ من التَّمر أسودُ، صُلْبُ المَمْضَغَةِ، شَديْدُ الحَلاوَةِ. (قُلْتُ): وسُمِّي صَيْحَانيًّا؛ لأنَّ صَيْحَانَ اسمُ كَبْشٍ كان يُرْبَطُ عند نَخْلَةٍ بالمدينةِ، فأثمرت ثمرًا صيحانيًّا فنسب إلى صَيْحانَ" ويُراجع: اللِّسان، والتَّاج: (صَيَحَ).
(٣) هذه خَوَارِقٌ لا تُصدِّقُ، ولا يكون مثل ذلك إلَّا مُعجزة نَبِيٍّ جاءت في القُرآن، أو أخبر بها النَّبي ، في الثَّابت الصَّحيح من سُنَّته. وأمَّا خرافات الصُّوفيَّة، وأتباع الأولياء المزعومين هي عندنا كذبٌ وبُهتانٌ وفريةٌ على كثيرٍ من هؤلاء الصُّلحاء الأتقياء. وكرامات الأولياء لها حدود وضوابط معروفة عند أهل العلم. وكراماتُ مُدِّعي الولاية طوعُ بنانِ الوَليِّ يستعملها حيث شاء في الخيرِ وفي الشرِّ؟!.