للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

دَهْرٌ وَلَا حِيْنَ (١)، ولا كَانَ قَبْلَهُ كَوْنٌ ولا تَكْوِيْن، ولَا تَجْرِي مَاهِيَّتُهُ (٢) في مَقَالٍ، ولَا تَخْطُرُ كَيْفِيَّتُهُ بِبَالٍ، ولَا يَدْخُلُ في الأَمْثَالِ والأشْكَالِ، صِفَاتُهُ كَذَاتِهِ لَيْسَ بِجِسْمٍ في صَفَاتِهِ، جَلَّ أَنْ يُشَبَّهَ بمُبْتَدَعَاتِهِ، أَوْ يُضَافَ إِلَى مَصْنُوْعَاتِهِ ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١)(٣) أَرَادَ مَا الخَلْقُ فَاعِلُوْهُ، ولَوْ عَصَمَهُمْ لَمَا خَالَفُوْهُ، ولَوْ أَرَادَ أَنْ يُطِيْعُوْهُ جَمِيْعًا لأطَاعُوْهُ، خَلَقَ الخَلَائِقَ وأَفْعَالَهُمْ، وقَدَّرَ أَرْزَاقَهُمْ وآجَالَهُمْ، لا سَمِيَّ لَهُ في أَرْضِهِ وسَمَاوَاتِهِ، عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى، وعَلَى المُلْكِ احْتَوَى، وعِلْمُهُ مُحِيْطٌ بالأَشْيَاءِ، كَذلِكَ سُئِلَ الإمامُ (٤) أَحْمَدُ بنُ محمَّدِ بن حَنْبَلٍ عَنْ قَوْلِهِ ﷿ (٥): ﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ﴾ فَقَالَ: عِلْمُهُ تَعَالَى (٦). والقُرْآنُ كَلَامُ اللهِ تَعَالَى، وصِفَةٌ من صِفَاتِ ذَاتِهِ، غيرُ مَخْلُوْقٍ، ولا مُحْدَثٍ، كَلَامُ رَبِّ العَالَمِيْنَ، في صُدُوْرِ الحَافِظِيْنَ، وعَلَى أَلْسُنِ النَّاطِقِيْنَ، وفي أَسْمَاعِ السَّامِعِيْنَ، بِأَكُفِّ (٧) الكَاتِبِيْنَ، وبمُلَاحَظَةِ (٧) النَّاظِرِيْنَ، بُرْهَانُهُ ظَاهِرٌ، وحُكْمُهُ قَاهِرٌ، ومُعْجِزُهُ


(١) "ولا حين" مكررة في (جـ).
(٢) الماهيَّةُ: مصطلحٌ منطقيٌّ مشتَقٌ من السُّؤَالِ بـ "ما هو "أي: السُّؤال عن حقيقةِ الشيء وكُنْهِهِ.
(٣) سورة الشورى.
(٤) ساقط من (ب) و (جـ).
(٥) سورة المجادلة، الآية: ٧.
(٦) ساقط من (ط) وأصلها (أ).
(٧) في (ط): "وأكف" و "ملاحظة .. ".