مولدُه بوَاسطَ؛ -إذْ كَانَ أَبُوه قَاضِيْها- بعدَ الأرْبَعِيْن وَخَمْسِمَائَةَ بقَليلٍ، عُنِيَ بالحَدِيْثِ، وكَتَبَ بخَطِّهِ الكثيرَ، وكان خَيِّرًا، من أهلِ الدِّينِ، والصِّيَانةِ، والعِفَّةِ.
واشْتُهِرَ لأبي الفَرَجِ عَلِيِّ بنِ محمَّدٍ من الوَلَدِ:
عَبْدُ اللهِ، وقيل: عُبَيْدُ الله بن عَلِيٍّ القَاضِي أَبُو القَاسِمِ (ت ٥٨٥ هـ) (١): وُلِدَ سَنَة (٥٢٧ هـ)، وأَسْمَعَهُ أَبُوه الكثيرَ في صِبَاهُ، وسَمعَ هو بنفسِهِ من ابن نَاصرٍ السَّلَاميِّ، وسَعيدِ بنِ البَنَّاءِ وغَيْرِهِمَا، وكَتَبَ بِخَطِّه وَتَمَيَّزَ، وكَانَتْ دَارُهُ مَجْمَعًا وَمَأْلَفًا لأهْلِ العِلْمِ، ويُنْفِقُ عَلَيْهِم بِسَخَاءِ نَفْسٍ، وسعَةِ صَدْرٍ، وكَانَ حَسَنَ الخُلُقِ، لَطِيْفَ المُعَاشَرَةِ، وله مُؤَلَّفاتٌ تَدُلُّ على عِلْمِهِ وَفَضْلِهِ، وقد أَثْنَى العُلَمَاءُ عَلَيْهِ ثَنَاءً جَمِيْلًا. أَخْبَارُهُ في: ذَيْل طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ (١/ ٣٥١)، والمُخْتَصَرِ المُحْتَاجِ إليه (١/ ١٨٠)، وذيل تاريخ بَغْدَادَ لابن النَّجَّار (٢/ ٩٢) … وغيرها.
- وأختُهُ بِشَارَةُ بنتُ عَلِيٍّ. أَخْبَارُها في تكملة الإكمال (٣/ ٢٦٩).
هَذَا مَا عَرَفْتُهُ الآنَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ (آل أَبي يَعْلَى الحَنْبَلِيِّ البَغْدَادِيِّ).
- أَمَّا أَخْوَالُهُ: فجَدُّهُ لأمِّهِ جَابرُ بنُ يَاسين بن الحَسَن بنِ مَحْمُوْيَه العُكْبَرِيُّ الحِنَّائِيُّ (ت ٤٦٤ هـ): رَوَى عنه المُؤَلِّفُ في كتابنا هذَا كما سيأتي في مبحث (شُيُوخِهِ) وَوَصَفَهُ بـ (جَدِّي لِأُمِّي)، ونُسِبَ (الحِنَّائيُّ)
(١) لَقَّبه ابن الفُوطي في مَجّمَع الآداب (٤/ ٤٦٣) بـ "مَجْدُ القُضَاةِ" وقال: "هو من المُعَدَّلين هو، وأبوه، وجدّه، وجد أبيه، وجدُّ جدِّه".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute