للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لَهْفِي عَلَى مَنْ كَانَ أَفْصَحَ نَاطِقٍ … وَأَجَلَّ مُعْتَمَدٍ لأَخْذِ جَوَابِ

لَوْ كَانَ يَدْرِي القَبْرُ مَنْ فِي لَحْدِهِ … لَرَقَى إِلَى العَلَيْاءِ في الأَنْسَابِ

يَا عُكْبَرَاءُ لَقَدْ فُجِعْتِ بِسَيِّدٍ … جَمِّ المَحَاسِنِ طَاهِرِ الأثْوَابِ

فَلَقَدْ فَقَدْتِ بِهِ مَصَابِيْحَ الدُّجَى … مِنْ بَيْنِ أَشْيَاخٍ وبَيْنِ شَبَابِ

إِنْ كَانَ شَخْصُ أَبِي عَلِيٍّ قَدْ مَضَى … فَحَدِيْثُهُ بَاقٍ عَلَى الأَعْقَابِ

ونَقَلْتُ مِنْ خَطِّ الوَالِدِ السَّعِيْد أَبْيَاتًا لابنِ شِهَابٍ (١) لَمَّا عَاوَنَ عَرْبُ طُوْرِ سَيْنَاءَ عَلَى بِنَاءِ البَيْعَةِ بِعُكْبَرَا.

أَرَدْتُكُمُ حِصْنًا حَصِيْنًا لِتَدْفَعُوا … نَبِالَ العِدَى عَنِّي فَكُنْتُمْ نِصَالَهَا


(١) ذكر المؤلِّف في تَرجمةِ شَيْخِهِ ابن بَطَّةَ العُكْبَرِيِّ شِعْرًا لابن شِهَابٍ، وَقَصِيْدَتُهُ في رثائه مَشْهُوْرَةٌ، واشتهر فيها قوله:
هَيْهَاتَ أَنْ يَأْتِي الزَّمَانُ بِمِثْلِهِ … إنَّ الزَّمَانَ بِمِثْلِهِ لَبَخِيْلُ
حتى صار العُلَمَاءُ والأَدَبَاءُ يتمثَّلُون به، ورُبَّمَا ضَمَّنُوه قَصَائِدَهُم.
(تنبيه): يُذْكَرُ هُنَا عَمُّ المُؤَلِّفِ، واسمُهُ مُحَمَّدُ بنُ الحُسين بن مُحَمَّدِ بن خَلَفٍ الفَرَّاءُ البَغْدَادِيُّ أبُو خَازِمٍ (ت ٤٣٠ هـ) وهو أَخُو والد القَاضِي أبي يَعلَى. ذكره الحَافظُ الخَطِيْبُ في تَاريخ بغداد (٢/ ٢٥٢)، وقال: "كَتَبْنَا عنه، وكان لا بأسَ بِهِ، رَأيتُ لَهُ أُصُولًا سَمَاعَهُ، ثمَّ بلغنا عنه أنَّه خَلَّطَ في التَّحديثِ بمِصرَ، واشتَرَى من الورَّاقِينَ صُحُفًا فَرَوى منها، وكان يذهبُ إلى الاعتِزَالِ" وَذَكَرَ وفاتَهُ وَدَفْنَهُ بدميَاط.
يَقُوْلُ الفَقِيْرُ إلى اللهِ تَعَالَى عبدُ الرَّحْمَن بنُ سُلَيْمَان العُثَيْمين - عَفَا اللهُ عنه -: ليس مذهَبُهُ الاعتزاليُّ وَحْدَهُ هو الذي جَعَلَ ابنَ أَخيه يُغفِلُ ذكرَهُ؛ ولكن يَظْهَرُ لي أنَّه كان على مَذْهَبِ والد (الحُسَين بن محمَّدٍ) الذي كان حَنَفِيَّ المَذْهَبِ، والذي تمذهبَ لأحمد هو القاضي أبو يَعْلَى وأولاده وأحفاده؛ لذا لا يلزَمُهُ ذِكْرَهُ، وإنَّما ذكرتُهُ هنا للتَّنبيه.