للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وسَمعَ أَبَا العبَّاسِ عَبْدَ اللهِ بنَ مُوْسَى الهَاشِمِيَّ، وأَبَا بَكْرِ بنَ شَاذَانَ في آخَرِيْنَ ودَرَسَ الفِقْهَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ بن حَامِدٍ، وكَانَتْ لَهُ حَلَقَةُ بِجَامِعَ المَنْصُوْرِ، ومَنْزِلُهُ بِبَابِ البَصْرَةِ (١)، ومَسْجِدُهُ بِبَابِ الطَّاقَاتِ، لَهُ المَقَامَاتُ المَشْهُوْدَةِ بِدَارِ الخِلَافَةِ؛ مِنْ ذلِكَ: قَوْلُهُ بالدِّيوان، والوَزِيْرِ ابن حَاجِبِ (٢) النُّعْمَان: الخِلَافَةُ بَيْضَةٌ، والحَنْبَلِيُّوْنَ حُضَّانُهَا، ولَئِنْ انْفَقَشَتْ البَيْضَةُ لَتَنْفَقِشَنَّ عَنْ مُحٍّ (٣) فاسِدٍ، الخِلَافَةُ خَيْمَةٌ، والحَنْبَلِيُّوْنَ أَطْنَابُهَا، ولَئِنْ سَقَطَتِ الطُّنُبُ لَتَهْوِيَنَّ الخَيْمَةُ، وغَيْرُ ذلِكَ. وتُوفِّيَ في شَهْرِ رَبِيْعٍ


(١) بابُ البَصْرَةِ سبق ذكره، وقُلنا: إنَّ كثيرًا من سُكَّانه من الحنابلة، وهذا دليلُ ذلك، وبابُ الطَّاقَاتِ قريبًا منه، وهو أيضًا مَحَلَّةٌ معروفةٌ ببغداد، وربما شَمِلَهَا تَسْمِيَةُ بابِ البَصْرَةِ لقربُه منه، فيقال: طَاقَاتُ باب البَصْرَةِ، وهو غيرُ بابِ الطَّاقِ الذي يَقُوْلُ فيه الشَّاعر:
نَاحَتْ مُطَوَّقَةً بِبَابِ الطَّاقِ … فَجَرَتْ سَوَابِقُ دَمْعِيَ المُهْرَاقِ
كَانَت تُغَرِّدُ بِالأرَاكِ ورُبَّمَا … كَانَتْ تُغَرِّدُ في فُرُوْعِ السَّاقِ
فَرَمَى الفِرَاقُ بها العِرَاقَ فأَصْبَحَتْ … بَعْدَ الأَرَاكِ تَنُوْحُ في الأَسْوَاقِ
فُجِعَتْ بأَفْرُخِهَا فَأَسْبَلَ دَمْعُهَا … إنَّ الدُّمُوع تَبُوْحُ بالمُشْتَاقَ
تَعِسَ الفِرَاقُ وبُتَّ حَبْلُ وَتيْنِهِ … وسَقَاهُ مِنْ سُمِّ الأَسَاوِدِ سَاقِ
مَاذَا أَرَادَ بقَصْدِهِ قُمْرِيَّةً … لَمْ تَدْرِ مَا بَغْدَادَ في الآفاقِ
بِي مِثْلُ مَا بِكِ يَا حَمَامةُ فاسْأَلِي … مَنْ فَكَّ أَسْرَكِ أَنْ يَفُكَّ وِثَاقِ
(٢) في (ط): "ابن صاحب" وابنُ حَاجِبِ النُّعمان، شَاعِرٌ وكاتبٌ للطَّائع العبَّاسِيِّ، ثم للقَادِرِ، خُوْطِبَ بـ "رئيس الرُّؤساء" واسمُهُ عَلِيُّ بن عبد العزيز بن إبراهيم، أبو الحسن الطَّاهِريُّ.
(ت ٤٢٣ هـ) له أخبارٌ في تاريخ بغداد (١٢/ ٣١)، ومعجم الأدباء (١٤/ ٣٥).
(٣) بالحاء المُهملة، والمحُّ: صَفَارُ الَبْيضِ، قَالَ ابنُ الزِّبَعْرَى:
كَانَتْ قُرَيْشٌ بَيْضَةَ فَتَفَلَّقَتْ … فَالمُخُّ خَالِصُهَا لِعَبْدِ مَنَافِ