للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كَانَ عَالِمَ زَمَانِهِ، وفَرِيْدَ عَصْرِهِ، ونَسِيْجَ وَحْدِهِ، وقَرِيْعَ دَهْرِهِ، وكانَ لَهُ في الأُصُولِ والفُرُوْعِ القَدَمُ العَالِي، وفي شَرَفِ الدِّيْنِ والدُّنْيَا المَحَلُّ السَّامِي، والخَطَرُ الرَّفِيْعُ، عِنْدَ الإمَامَيْنِ: القَادِرِ، والقَائِمِ (١) ، وأَصْحَابُ الإمامِ أَحْمَدَ (٢) له يَتَّبِعُوْنَ، ولِتَصَانِيْفِهِ يَدْرُسُوْنَ ويُدَرِّسُوْنَ، وبقَوْلهِ يُفْتُوْن (٣)، وعليه يُعَوِّلُوْنَ، والفُقَهَاءُ على اخْتِلَافِ مَذَاهِبِهِمْ وأُصُوْلهِم كَانُوا عندَهُ يَجْتَمِعُوْنَ، ولِمَقَالِهِ يَسْمَعُوْنَ ويُطِيْعُوْنَ، وبِهِ يَنْتَفِعُوْنَ، والائْتِمَامِ (٤) بِهِ يَقْتَدُوْنَ، وقَدْ شُوْهِدَ لَهُ مِنَ الحَال مَا يُغْنِي عن المَقَالِ، لاسيَّمَا مَذْهَبَ إِمَامِنَا أَبِي عبدِ اللهِ أَحْمَدَ بن مُحَمَّدِ بن حَنْبَلٍ، واختلافِ الرِّواياتِ عَنْهُ، ومِمَّا صَحَّ لديه مِنْهُ، مَعَ معرفتِهِ بالقُرْآنِ وعُلُومِهِ، والحَدِيثِ والفَتَاوَى والجَدَلِ، وغيرِ ذلِكَ مِنَ العُلُوْمِ، مَعَ الزُّهْدِ والوَرَعِ، والعِفَّةِ والقَنَاعَةِ، وانقِطَاعِهِ عن الدُّنْيَا وأَهْلِهَا، واشتِغَالِهِ بِسَطْرِ العِلْمِ وبَثِّهَ،


= الوردي (١/ ٣٧٢)، ومرآة الجنان (٣/ ٨٣)، والوافي بالوفيات (٣/ ٧)، والبداية والنهاية (١٢/ ٩٤)، والنُّجوم الزاهرة (٥/ ٧)، وتاريخ الخُلفاء (٤٢٣)، والشَّذرات (٣/ ٣٠٦).
(١) الإمام القادر بالله سبق ذكره. وأمَّا الإمامُ القائمُ بأمر الله، فهو ابنُ القَادِرِ وهو عبدُ الله بن أحمد، أبو جعفر مولده سنة (٣٩١ هـ) ولي الخلافة بعد أبيه سنة (٤٢٢ هـ) وكان مشهورًا بالورع والعدل (ت ٤٦٧ هـ). أخباره في تاريخ بغداد (٩/ ٣٣٩)، والنِّبراس (١٣٦)، وسير أعلام النُّبلاء (١٨/ ٣٠٧) وفي زمنه وقعت فتنة البَسَاسِيْرِيِّ المَشْهُورةِ.
(٢) في (ط): "".
(٣) في (ط): "يفتنون".
(٤) في (ط): "وبالاهتمام".