للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الشَّرْقِيِّ بِبَابِ الأزَجِ، وصَنَّفَ كُتُبًا في الأصُوْلِ وفي الفُرُوْعِ، وكانَ لَهُ غِلْمَانٌ كَثِيْرُوْنَ، وَكَانَ مُبَارَكَ التَّعْلِيْمِ، لَمْ يَدْرِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ إلَّا أَفْلَحَ وصَارَ فَقِيْهًا، وكَانَتْ حَلْقَتُهُ بِجَامِعِ القَصْرِ.

وشَهِدَ في اليَوْمِ الَّذِي شَهِدَ فيه شَيْخُنَا الشَّرِيْفَ أَبُو جَعْفَرٍ، زَكَّاهُمَا الوَالِدُ السَّعِيْدُ عِنْدَ قَاضِي القُضَاةِ أَبِي عَبْدِ اللهِ الدَّامِغَانِيُّ.

وَوَلِيَ القَضَاءِ بِبَابِ الأزَجِ مِنْ قِبَلَ الوَالِدِ السَّعِيْدِ في مُحَرَّمِ سَنَةِ اثنَتَيْنِ وخَمْسِيْنَ وأَرْبَعِمَائة، ورَفَعَ يَدَهُ عَنِ القَضَاءِ والشَّهَادَةِ في يَوْمِ الثُّلَاثَاءِ مُسْتَهَلِّ رَبِيْعِ الآخَرِ سَنَةَ اثنَتَيْنِ وسَبْعِيْن وأَرْبَعِمَائِة. ثُمَّ عَادَ إِلَى القَضَاءِ والشَّهَادَةِ في سَنَةِ ثَمَانٍ وسَبْعِيْنَ وأَرْبَعِمَائَةِ (١).

وَكَانَ ذَا مَعْرِفَةٍ ثَاقِبَةٍ بِأَحْكَامِ القَضَاءِ، وإِنْفَاذِ السِّجِلَّاتِ، وشَهِدَ عَلَى إِنْفَاذِهِ في دَارِهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الشُّهُوْدِ في قَضِيَّةٍ تَتَعَلَّقُ بالوُكَلَاءِ، أَجلهم الله تَعَالَى، وفي قَضِيَّةٍ تَتَعَلَّقُ بِبَيْتِ ابنِ زُرَيْقٍ (٢)، تُعْرَفُ بقَرْيَةِ إِسْحَاقَ، ثُمَّ


(١) أقول -وعلى الله أعتمد- بقي في القَضَاءِ حتَّى وفاتِهِ، وتولَّى بعده القَضَاءَ بباب الأزج عَزيريُّ بن عبد الملك بن منصور الواعظ (شيذلة) فقيهٌ شافعيٌّ مشهورٌ.
(٢) آل زُرَيْقٍ أسرةٌ علميةٌ مشهورةٌ آنذاك، ولمَّا تَرْجَمَ الحافظُ ابنُ النَّجَّارِ في ذيل تاريخ بغداد (٢/ ٢٤١) لعثمان بن نصر الله بن عبد الرَّحمن بن محمد بن عبد الواحد بن الحسن بن مُنَازِلٍ القَزَّازِ الشَّيْبَانِيِّ … المعروف بـ"ابن زُرَيْقٍ" قال: "من أولاد المحدِّثين حدَّث هو وأبوه وجدُّه وجدُّ أبيه … " وذكره وفاته سنة (٦١٤ هـ). ولمَّا تَرْجَمَ المُنْذِرِيُّ في التَّكملة لنَصْرِ اللهِ بن أبي مَنْصُور عبد الرَّحمن بن مُحَمَّد بن عبدِ الوَاحِد بن زُرَيْقٍ الشَّيْبَانِيِّ القَزَّاز الحَرِيْمِيُّ قال: "وهو من بيت الحديثِ حَدَّثَ هو، وأبواه، وجدَّاهُ، وعَمَّاهُ، وعَمَّا أبِيْهِ، =