للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وتَفَقَّهَ على الوَالِدِ السَّعِيْدِ، وكَانَ الوَالِدُ إِذَا جَلَسَ لِلْحُكْمِ بنَهْرِ المُعَلَّى يَقْصُدُ الجُلُوْسَ لِلْحُكُمِ في مَسْجِدِهِ، ويُصَلِّي خَلْفَهُ، فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: أَوَّلُ يَوْمٍ جَلَسَ وَالِدُكَ القَاضِي الإمَامُ للقَضَاءِ، واجتَمَعَ النَّاسُ: حَضَرْتُ صَلَاةَ الظُّهْرِ. فَتَأَخَّرْتُ، وقُلْتُ: يَا سَيِّدَنَا نَتَجَمَّلُ بالصَّلَاةِ وَرَاءَكَ، فَقَالَ لِي: تَقَدَّمْ يَا أَبَا مَنْصُوْرُ، جَمَالُكَ صَلَاتِي وَرَاءَكَ. فَغَرَس (١) لَهُ في قُلُوْبِ العَامَّةِ والخَاصَّةِ نَبَاهَةً وجَلَالَةً. وَكَانَ كَثِيْرَ الصِّيَامِ ومُدَاوَمَةَ القِيَامِ.

وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وأَرْبَعِمَائَةَ. وتُوِفِّيَ في المُحَرَّم سَنَةَ تِسْعٍ وتِسْعِيْنَ، وصَلَّى عَلَيْهِ سِبْطُهُ أَبُو مُحَمَّدٍ (٢) في جَامِعَ القَصْرِ. وصَلَّى عَلَيْهِ في جَامِعَ


= فائدة في هذَا؟ ثمَّ كرَّر عليَّ هذا الكلام، فقلتُ في نفسي: والله ما عَنَى الشَّيخُ بِهَذَا أحدًا غيري، فتركتُ الاشتغال بالخلافِ، وقرأتُ "مُخْتَصَرَ الخِرَقِيِّ" على رَجُلٍ كان يُقرئُ القرآن"
ورأيت في "المشيخة البغدادية" للحافظ أبي طاهرٍ السَّلَفِيِّ ورقة (٢٣، ٢٤): "ومن المُسْنَدِ للحُمَيْدِيِّ" أخبرنا الشيخ الإمام أبو منصور محمد بن أحمد بن علي بن عبد الرزاق المقرئ المعروف بـ"الخيَّاط" بقراءتي عليه في صفر سنة أربع وتسعين (أنا) أبو طاهرٍ عبد الغفار بن محمد بن جعفر بن زيد المؤدِّب … ثمَّ قالَ: سمعت الشيخ أبا منصور يقول: مات شيخي أبو طاهر المؤدِّبُ في ربيع الأول سنة ثمان وعشرين وأربعمائة. وسمعت الشيخ أبا منصور يقول: ولدت سنة إحدى وأربعمائة، توفي في محرم سنة تسع وتسعين.
(١) مكانها بياض في (أ).
(٢) ابن بنته أبو محمَّدٍ هذا اسمه عبد الله بن عليٍّ بن أحمد، كان إمام مسجد ابن جردة ببغداد، كما أسلفنا في ترجمة القاضي، توفي أبو محمد سنة (٥٤١ هـ)، وهو مترجم في الذيل على طبقات الحنابلة (١/ ٢٠٩)، وأخوه أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد، كان مقرئًا فاضلًا، حسن السيرة من بيت الحديث (ت ٥٣٧ هـ) ولهما أخبار نذكرها في هامش "الذَّيل" إن شاء الله تعالى