للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سَمِعَ وَكيعَ بنَ الجرَّاحِ، وعُبَيْدَ اللّهِ بنَ مُوسَى، وَوَهْبَ بنَ جَرِيْرٍ، وسَعِيْدَ بنَ عَامرٍ، وعبدَ الرَّزَّاقِ بنَ هَمَّامٍ. رَوى عنه البُخارِيُّ، ومُسِلمٌ في "الصَّحِيْحَين" في آخَرِيْنَ. وكان ثقةً، وردَ بغداد، وجالسَ إِمَامَنَا، وسَمِعَ منه أشياء، قَالَ أحمدُ بنُ سَعِيْدٍ الرِّباطِيُّ: قَدِمْتُ على أحمدَ بنِ حَنْبَلٍ، فَجَعَلَ لا يَرْفَعُ رأسَهُ إِلىَّ. فقلتُ: يا أَبَا عبدِ الله، إِنَّهُ يُكْتَبُ عنِّي بخُراسان، وإِن عامَلْتَنِي بهذ المُعاملةِ رَمَوا بحَدِيْثِي، فقَالَ لِيْ: يا أحمدُ، هَلْ بُدٌّ يومَ القِيَامَةِ من أن يُقال: أَينَ عبدُ اللهِ بنُ طَاهرٍ وأتبَاعُهُ؟ انظر أينَ تَكُونُ أنتَ منه؟ قال: قلتُ: يا أَبا عبدِ اللّه إِنَّمَا ولَّاني أمرَ الرِّباطِ؛ لذلكَ دخلتُ فيه، قالَ: فَجَعَلَ يكرِّرُ عَلَيَّ: يا أَحْمَدُ، هل بدٌّ يومَ القيامِة من أَنْ (١) يقالَ: أَينَ عبدُ الله بنُ طاهرٍ وأتْبَاعُهُ؟ فانظرُ أين تكونُ أنتَ منه؟ تُوفي سنةَ ثلاثٍ وأَربعين ومائَتينِ (٢).


= وفي الأنساب (٦/ ٧٠)، واللُّباب (٢/ ١٢) قال أبو سَعْدٍ: "بكسر الراء وفتح الباء المَنقُوطة بواحدةٍ، هذه النسبة إلى الرِّباط، وهو اسمٌ لموضعِ يُربَطُ فيه الخيل، وعُرف بالغزاة؛ لأنَّهم إِذَا نزَلُوا في ثَغْرٍ وأقاموا على وجه العَدُوِّ؛ دفعًا لكيدهم وفتكهم بالمسلمين، يُقال لذلك الموضعِ الرباطُ، قال الله تَعَالَى ﴿وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ﴾ [الأنفال: ٦٠] قال: والمَشْهُوْرُ بهذه النِّسبةِ أبو عَبْدِ اللهِ أحمدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ إبراهيم … " وذكر طَرفًا من أخباره. ويُلَقَّبُ: "الأشقر" قاله الذهبيُّ، ولم يذكره ابن الجوزي، ولا الحافظ ابن حجر في كتابيهما في الألقاب.
(١) في (ط): "أين".
(٢) في وفاته خلافٌ، يُراجع "تهذيب التَّهذيب" وغيره.