للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عن محمَّدِ بن جُبَيْرِ بن مُطْعِمٍ، عن عبدِ الرَّحمن بنِ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ : "مَا يَسُرُّني أنَّ لِيْ حُمْرَ النَّعَم وأَنَّ لِي حِلْفَ المُطَيِّبيْنَ" فَقَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالحٍ لأحمدَ بن حَنْبَلٍ: أَنت الأسْتَاذُ، وتَذْكُرُ مِثلَ هَذَا؟! فَجَعَلَ أَحْمَدُ يَتبسَّمُ، ويقولُ: رَوَاهُ عن الزُّهريِّ رَجُلٌ مَقْبُولٌ أو صَالحٌ، عَبْدُ الرَّحْمَن بن إسْحَاقَ فَقَالَ: مَنْ رَوَاهُ عن عَبْدِ الرَّحْمَن؟ فقَالَ: حَدَّثَنَاهُ رَجُلَانِ ثِقَتَانِ؛ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عُلَيَّةَ، وبِشْرُ بنُ المُفَضِّلِ، فقَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالحٍ لأحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: سألتُكَ باللهِ إِلَّا مَا أَمْلَيْتَهُ عَلَيَّ، فقَالَ أَحْمدُ: مِنَ الكِتَابِ، فقَامَ ودَخَلَ وأخْرَجَ الكتابَ وَأَمْلى عَلَيْهِ، فقَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ لأحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: لو لم أَسْتَفِدْ بالعِرَاقِ إلَّا هَذَا الحَدِيثَ، كان كَثيْرًا، ثُمَّ وَدَّعَهُ وخَرَجَ.

وتُوفيَ يومَ الاثنينِ لِليْلَتَيْنِ بَقِيَتَا من ذِيْ القَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتين بمِصْرَ.

وقَدْ أخبَرَنَا بِهَذَا الحَديث أبو جَعْفَرِ بنُ المُسْلمة (١)، قالَ: أَخبَرَنَا


(١) ابنُ المُسْلِمَةِ المَذْكُورِ هو مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمر السُّلَمِيُّ البَغْدَادِيُّ، أبُو جَعْفَرٍ (ت ٤٦٥ هـ)، المُحدِّثُ، الثِّقَةُ، مُسندُ الوقتِ، قال الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ : "صَحِيْحُ الأصُولِ، كَثِيْرُ السَّمَاعِ، جَمِيْلُ الطَّرِيْقَةِ". وهو من بيتِ علمٍ، وَحِشْمَةٍ، وَرِئَاسَةٍ، ووزارةٍ، من أكبرِ البُيُوتَاتِ العِلْمِيَّة بِبَغْدَادِ في زَمَنِهِ. فَأَبُوه مُحَدِّثٌ، صَدُوق، ثقة. كان لا يُملي السَّنة إلَّا مَجْلِسًا، موصوفًا بالعَقلِ والفَضْلِ، والبِرِّ، ودَارُهُ مألَفُ أهلِ العلمِ (ت ٤١٥ هـ).
وابنُ أخيه رئيس الرؤسَاءِ -كذا قال الحافظُ الذَّهبيُّ- وزير القائم بأمر اللّه واسمه عليُّ ابن الحسن، أبو القاسم. وفيهم عَدَدٌ غير قليلٍ من أَهْلِ العِلْمِ، وهم في المذهب الفقهي أَحْنَافٌ (تُوفي أبو القَاسم سنة ٤٥٠ هـ). =