للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقَالَ: ثَارَ بِشْرٌ المَرِيْسِيُّ (١) وخَلَفَهُ حُسين الكَرَابِيْسيُّ، وقالَ لي: هذَا قَدْ تَجَهَّمَ وأَظْهَرَ الجَهْمِيَّةَ، يَنْبَغِي أَن يُحْذَّرَ عَنْهُ، وعن كلِّ مَنْ اتَّبَعَهُ.

وَقَالَ الخَلَّالُ: أَخْبَرَنَا المَرُّوْذِيُّ: أَنَّ أَبا عبدِ الله ذَكَرَ حَارِثًا المُحَاسِبِيَّ (٢) فقَالَ: حارِثٌ أَصْلُ البَلِيَّةِ، يعني حَوَادِثَ كَلَام جَهْمٍ، مَا الآفةُ إلَّا حَارِثٌ، عامَّة مَنْ صحِبَهُ انْبَتكَ، إلَّا ابنَ العَلَّافِ (٣). فإِنَّه ماتَ مَسْتُوْرًا، حَذِّرُوا عن حَارثٍ أَشَدَّ التَّحْذِيْرِ، قلتُ: إِنَّ قومًا يختَلِفُون إِليه؟ قَالَ: نَتَقَدَّمُ إِليهم لَعَلَّهُمْ لا يَعْرِفُونَ بِدْعَتَهُ. فإِنْ قَبِلُوا وإلَّا هُجِرُوا، ليس للحَارِثِ تَوْبَةٌ، يُشْهَدُ عليه ويَجْحَدُ، إِنَّما التَّوْبَةُ لِمَنِ اعتَرَفَ.

وَأَنْبَأَنَا أَبُو الحُسين بنُ المُهْتَدِي باللهِ، عن أبي الحُسَين ابن أخِي مِيْمِي (٤)، قَالَ: أَخْبَرَنَا عليُّ بنُ محمَّدٍ الموْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بنُ محمَّدٍ


(١) تقدم ذكره.
(٢) الحارثُ بن أَسَدٍ المُحَاسِبِيُّ، أبو عبد الله، صُوْفيٌّ مشهورٌ (ت ٢٤٣ هـ) نسب هذه النِّسبة؛ لأنه كان يُحاسِبُ نفسَه، وقيل غير ذلك، هَجَرَهُ أحمدُ بنُ حَنْبَلٍ، فاختَفَى في دارٍ ببغداد، وماتَ فيها، ولم يُصَلِّ عليه إلَّا أربعةُ نَفَرٍ". يُراجع: تاريخ بغداد (٨/ ٢١١)، وحلية الأولياء (١٠/ ٧٣)، وميزان الاعتدال (١/ ١٩٩)، وتهذيب التَّهذيب (٢/ ٢٣٤).
(٣) انْبَتكَ: انْقَطَعَ، فلم يَعُدْ لَهُ ذِكْرٌ، وابنُ العَلَّاف هو: محمَّدُ بنُ الهُذَيْل بن عبد الله بن مكحولٍ العبديُّ بالولاء من أئمةِ المُعتَزِلَةِ (ت ٢٣٥ هـ؟) قال الحافِظُ الذَّهبيُّ: "رأسُ الضَّلالِ، وصاحبُ التَّصانيف، عُمَّرَ دهْرًا، وكُفَّ بَصَرُهُ، وخَرِفَ وعاش مائة سنة أو نحوها".
أخبارُهُ في: تاريخ بغداد (٣/ ٣٦٦)، والوافي بالوفَيَاتِ (٥/ ١٦١)، ونكت الهميان (٣٧٧)، وتاريخ الإسلام (٣٤٨).
(٤) هو محمَّد بن عبدِ الله بن هارُون (ت ٣٧٠ هـ) ذكره المؤلِّف في موضعه رقم (٦٢٨).