للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= و "تهذيب الكمال" و"تاريخ الإسلام" للحافظ الذَّهبي … وغيرها وهو الصَّحيح.
فائدة في (الصَّمْصَامَةِ): والصَّمْصَامَةُ سَيْفُ عَمْرِو بنِ مَعْدِي كَرِبٍ الزَّبيديُّ، مَشْهُوْرٌ، والعَرَبُ تَزْعُمُ أَنَّه لم يَقَعْ إلَّا على لَحْمٍ، وأَنَّه لم يَنْبُ أبدًا، حتَى صارَ مَضْرِبَ المَثَلِ عندهم، قال نَهْشَلُ بنُ حَرّيِّ الدَّارِمِيُّ التَّمِيْمِيُّ:
أَخٌ مَاجِدٌ مَا خَانَنِي يومَ مَشْهَدٍ … كَمَا سَيْفِ عَمْرٍو لم تَخُنْهُ مَضَارِبُهْ
والسَّيفُ وحدَهُ لا يَكْفِي، لابدَّ من وُجُوْدِ الجُرْأَةِ والإقدام والشَّجاعةِ والبَأْسِ.
فَهَذِي سُيُوفٌ يَا صُدِيُّ ابن عَامِرٍ … حِدَادٌ ولكِنْ أَينَ بالسَّيْفِ ضَارِبُ
لِذَا كان صَاحِبُ السَّيفِ عَمْرٌو مَشهورًا بالشَّجَاعَةِ والإقْدام مَضْرِبَ المَثَلِ بذلِكَ أَيْضًا حتَّى قال أَبُو تَمَّامِ:
إِقْدَامُ عَمْرٍو في سَمَاحَةِ حَاتِمٍ … في حِلْمِ أحْنَفَ في ذَكَاءِ إِيَاسِ
وكَان مَكْتُوبًا على السَّيْفِ:
ذَكَرٌ عَلَى ذَكَرٍ يَصُوْلُ بِصَارِمٍ … ذَكَرٍ يَمَانٍ في يَمِيْنِ يَمَانِ
وعَمْرُو بنُ معدي كَربٍ جَاهِلِيٌّ أدرك الإسلام على كبر سنّه فأسلمَ وحَسُن إسلامه، وقيل: إنَّه بقَي على الإسلام زَمَن الرِّدة. وفي حروب الرِّدة انتَقَلَ سيْفُهُ إلى خالد بن سَعِيْدِ بنِ العَاصِ، قيل: سَلَبَهُ خَالدٌ لمَّا انهزم عَمْرٍو، والصَّحِيْحُ أنَّه وَهَبَهُ إيَّاه لِيَدٍ كانت عندَهُ. ولعمرو في ذلك شِعْرٌ، وَبَقِيَ السَّيفُ عند آل سَعِيْدِ يَتَوَارَثُوْنَهُ حتَّى اشتَرَاهُ خالدٌ القَسْرِيُّ بمالٍ عَظِيْمٍ وَأَرْسَلَهُ إلى هِشَام بنِ عَبْدِ المَلِكِ، وَبَقِيَ عندَ بَنِي مَرْوَان حتَّى زالت دولتُهُم، وطلبه السَّفاحُ، والمَنْصُورُ، والمهديُّ فلم يَجِدُوه. أمَّا الهَادِي فَجَدَّ في طَلَبِهِ حَتَى أَدْرَكَهُ وظَفِرَ به من رَجُلٍ من (آل سَعِيْدٍ) اسمُهُ أيُّوب بن أبي أَيُّوب بن سَعيد بن عَمْرِو بن سَعِيْدٍ، ولهم فيه بهذه المُناسبة أشعارٌ وأخبارٌ. ثمَّ كانَ عندَ الرَّشيدِ؛ ويَبْدُو أنَّه ظَلَّ عندَ الخُلَفَاءِ من بني العبَّاس من بعدِ الرَّشِيد إلى الوَاثِقِ الذي قَتَلَ به أَحْمَدَ بنَ نَصْرٍ المُترجَمَ، وقد أكَّد ابنُ الأثير في "الكامل" (٧/ ٢٢) خَبَرَ قَتْلِ أَحْمَدَ بنِ نَصْرٍ بالصَّمصامة هذا، ولو تَتبَّعنا أخبارَ الصَّمْصَامِة وما وَرَدَ فيه من الأخبار والأشعارِ، وما نُسِجَ حَوْلَهُ من الحِكَايَاتِ والنَّوادِرِ والأمْثَالِ لَظَفَرْنَا ببحثٍ مَاتعٍ جَليلٍ القَدْرِ، =