للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كان عندَهُ جُزْءٌ فيه "مَسَائِلُ" حِسَانٌ أَغْرَبَ فيها؛ منها: قَالَ (١): سُئِلَ أَحْمَدُ عنْ رَجُلٍ أُشْهِدَ على أَلْفِ دِرْهَمٍ، وكانَ الحَاكِمُ لا يَحْكُمُ إلَّا في مائةِ ومائتين، يَشهدُ لَه؟ قَالَ: لَا، إلَّا ما أُشْهِدْتَ عَلَيْهِ.

ومنها قال (٢): قال أبو عبدِ اللهِ: القَاذِفَ إِذَا كَذَّبَ نَفْسَهُ (٣) يقولُ: إنِّي قَدْ كُنْتُ قَذَفْت فُلانَة أوْ فُلَانًا (٤) وكَذَبْتُ عَلَيْه، يُحَدُّ وتُقْبَلُ شَهَادَتَهُ.

وقَالَ: وسُئِلَ أَحْمَدُ عن القُبُوْرِ مُرْتَفِعَةٌ أَحَبُّ إِلَيْكَ، أو مُسَنَّمَةٌ؟

قَالَ: مُسَنَّمَةٌ، مثلُ قُبُوْرِ أُحُدٍ، مُسَنَّمَةٌ حَثىً (٥).


= عبد الهادي وغيره. وكانوا تقُوْلُوْنَ: "زينُ الأشْرَافْ أبو عَمرٍو الخفاف". ولم يذكر هذا اللَّقب ابنُ الجَوْزِيِّ، ولا الحَافظُ ابنُ حَجَرٍ في كتابيهما في الألقاب.
ومن مناقبه: أَنَّه كان يفي بمذاكرة مِائة ألف حَدِيْثٍ، وَصَامَ الدَّهر نَيِّفًا وثلاثين سنة.
ومنها: قال الحاكم أيضًا: "وسَمِعْتُ أَبَا زكَريَّا العَنْبَرِيَّ يقولُ: كان ابتداءُ حال أبي عمرو أحمد بن نَصْرٍ الرَّئيس، الزُّهدَ، والوَرَعَ، وصحبةَ الأبدالِ إلى أن بَلَغَ من العلمِ والرِّئاسةِ والجلالةِ ما بلغ، ولم يكن يُعقبُ، فلمَّا أَيِسَ من الوَلَدِ تَصَدَّقَ بأموالٍ كان يُقَالُ: إِنَّ قِيْمَتَهَا خمسةُ آلافِ درهمٍ على الأشْرَافِ، والمَوَالِي والفُقَرَاءِ" وفي "الأنساب": "على الأشراف والأقَارب والفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِيْنَ وَغَيْرِهِم". ومناقِبُهُ كثيرةٌ وما ذكرنا فيه كفايةٌ. والله تَعَالَى أعلمُ وفي أغلب المصادر: "أبو عَمْرٍو" ولعلَّه يكنى بهما معًا.
(١) يُراجع: الأحكام السُّلطانيَّة (٦٨)، والإنصاف (١٢/ ٣٥)، عن أحمد بن نَصْرٍ، ومثلها في مسائل ابن هانئ (١/ ٣٥)، ويُراجع: المغني (٩/ ٢٧١)، والفُرُوع (٦/ ٥٤٧).
(٢) تقدم مثل هذا في ترجمة أحمد بن محمد بن عيسى البِرْتِيِّ رقم (٥٦).
(٣) في (ط): فقط: "أكذب" ومثله في "المنهج الأحمد" فلعله مصحح عنه، وهو أيضًا صحيحٌ.
(٤) في (ب) و (جـ): "فلانًا وفلانة".
(٥) ساقطة من (ط)، وفي "المنهج الأحمد": "حدًّا" تحريفً ظاهرٌ. (الحَثَى) و (الحَثَا)؛ لأنَّه يُقال =