للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بـ "ثَعْلَبٍ" إِمامُ الكُوفيِّين في النَّحْوِ واللُّغةِ. قَالَ ثَعْلَبٌ (١): أَحبَبْتُ أَنْ أَرَى أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ فَصِرْتُ إِليه، فَلَمَّا دَخَلتُ عَلَيْه قالَ لي: فِيْمَ تَنْظُرُ؟ قُلْتُ: في النَّحو والعَرَبِيّة. فأنْشَدِني أَبُو عَبْدِ الله أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ:

إِذَا مَاخَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمًا فَلَا تَقُلْ … خَلَوْتُ، وَلكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيْبُ


= خمسًا وعشرين سنة ما بقي على مسألة للفَرَّاء إلَّا وأَنَا أحفَظُها، وَأَحْفَظُ مَوْضِعَهَا من الكِتَابِ، ولم يبقَ شيءٌ من كُتُب الفَرَّاء في هَذا الوَقْتِ إلَّا قد حَفِظْتُهُ". وكان مع حِفْظِهِ اللّغةَ من أَئِمَّةِ الحَدِيْثِ ورُوَاتِهِ، فقد كان يَقُوْلُ: "سَمِعْتُ من القَوَارِيْرِيِّ مائةَ أَلْفَ حَدِيْثٍ " قال الحَافِظُ الخَطيبُ: "كان ثقةً، حُجَّةً، ديِّنًا، مَشْهُورًا بالحِفْظِ" سَمِعَ من كبارِ المُحَدِّثين، منهم: إبراهيمُ بنُ المُنْذِرِ الحِزَامِيُّ، ومُحَمَّد بن زِيَادٍ الأعْرَابِيُّ، وعُبَيْد الله القَوارِيْرِيُّ، ومُحَمَّدُ بنُ سَلاَّمٍ الجُمَحِيُّ، وعَلِيُّ بنُ المُغِيْرَةِ، وسَلَمَةُ بنُ عاصِمٍ، والزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ وغيرهُمُ. ومن تلاميذ أبو عُمَرَ مُحَمد بن عبد الواحد الزَّاهدُ الذي عُرِفَ به ونسب إليه "غُلام ثعلب " وأبو بكر بنُ الأنباريُّ، ومُحَمَّدُ بنُ العبَّاسِ اليَزِيْدِيُّ، وعليُّ بنُ سُلَيْمَان الأخفشُ (الصَّغيرُ) ومُحَمَّدُ بنُ ممْسمٍ، وأحمدُ بنُ كاملٍ القَاضِي … وغيرُهُم.
قال مُحَمَّدُ بنُ عبدِ المَلِكِ التَّارِيْخِيُّ: "سَمِعْتُ المُبَرِّدَ يقول: أعلمُ الكُوفيين ثَعْلَبٌ. فذُكِرَ له الفَرَّاءُ، فقالَ: لا يَعْشُرُهُ". مَعَ أَنَّ المُبرَّدَ كان خَصْمًا له، وَوَقَعَ بينهما من الجِدَالِ والمُنافَرَةِ والخِلَافِ ما هو مشتَهِرٌ مَعْرُوْفٌ. وهو شَيْبَانِيٌّ بالوَلَاءِ، مولَى مَعنِ بنِ زائدةَ، وثَعْلَبٌ لَقَبٌ له، ذَكَرَهُ ابنُ الفَرَضِي في الألقاب (٣٥)، وابنُ الجَوْزِيِّ في "كشف الثِّقاب عن الأسماء والألقاب" (١/ ١٢٩)، والحافظ ابن حَجَرٍ في "نزهة الألباب" (١/ ١٥٣)، قال: "ثَعْلَبٌ جَمَاعَةٌ أشهرُهُم النَّحوِيُّ أَبُو العبَّاسِ أَحْمَدُ بن يَحيَى … ".
و"زيد" هكذا باتفاق النُّسخ، وفي المصادر: "يزيد".
(١) الخَبَرُ والأبياتُ في: تاريخ بَغداد (٥/ ٢٠٥)، والتَّقييد لابن نُقطة (١/ ١٨٥)، ومَلء العَيْبَةِ لابن رُشَيْدٍ (٣/ ٤٤٢)، وذكرتُ بقيه الأبياتِ وتَخريجَها في "المقصد الأرشد" فليُراجِعْ من شاء ذلك هنالك.