للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الثَّقَفِيُّ السَّرَّاجُ النَّيْسَابُوْرِيُّ (١)، أَخُو إِسْمَاعِيْلَ ومحمَّدٍ. سَمِعَ يَحْيَى بنَ يَحْيَى التَّمِيْمِيَّ، وَيَزِيْدَ بنَ صَالحٍ الفَرَّاءَ، وعبدَ الأعْلَى بنَ حَمَّادٍ النَّرْسِيَّ،


= ومُسلم، وأَبُو حاتمٍ الرَّازي، وأَبُو بَكر بن أبي الدُّنيا، وهم من شُيُوخِهِ … وغيرهم من الكِبَارِ، وكان صَحِيْحَ الاعتقادِ، فقد نَقَلَ الحاكمُ في "تاريخ نَيْسَابُور" قال: سَمِعْتُ أبي يقولُ: لَمَّا وَرَدَ الزَّعْفَرَانِيُّ وأظهر خَلْقَ القُرآن سَمِعْتُ السَّرَّاجَ غيرَ مرَّةٍ إِذَا مرَّ بالسُّوق يقولُ: العَنُوا الزَّعْفَرَانِيَّ فيَضجُّ النَّاسُ بلَعْنِهِ حَتَّى ضَيَّقَ عليه نَيْسَابُور وَخَرَجَ إلى بُخَارَى". نَقَلَ ابن عبد الهادي في "طبقات عُلماء الحديث " (٢/ ٤٤٩) عنه قوله: "مَنْ لَمْ يُقرَّ ويُؤمنَ بأَنَّ الله تَعَالَى يَعْجَبُ، ويَضْحَكُ، ويَنْزِلُ كلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنيا فَيقُوْلَ: "منْ يَسْأَلني فأُعْطِيَهُ" فهو زِنْدِيْقٌ، كَافر، يُسْتَتَابُ فإِنْ تَابَ وإلَّا ضُرِبَتْ عُنُقُهُ". وذَكرَ الحَافظُ الخَطيبُ في "تاريخ بغداد" (١/ ٢٤٨) أَنَّه: "وَرَدَ بَغْدَادَ قَدِيمًا وحَدِيْثًا وأَقَامَ بها دَهْرًا طَوِيْلًا، ثم رَجَعَ إلى نَيْسَابُور واستقرَّ بِهَا إلى حين وفاته".
أقولُ -وعلى الله أعتمد-: ولم يغادِرْ بَغْدَادَ إلَّا بعدَ وَفَاةَ أخيه إِسْمَاعِيْلَ سَنَةَ (٢٨٠ هـ) أو سنة (٢٩٣ هـ) كما سيأتي في ترجمته -إن شاءَ اللهُ- فلتُراجع هناك.
لهذا كلَّهِ فمن المُسْتبعَدِ أن لا يكونَ اجتَمَعَ بالإمام أحمد كأخويه، ونَقَلَ عنه، وأفادَ منه، مع حِرْصِهِ الشَّديد على سَمَاعِ الحَدِيْثِ، وتَمَشُكِهِ بالسُّنَّةِ والأثَرِ؟! وقد ذكر المؤلِّفُ (محمَّد بن إسحق؟) هكذا ولم يرفع نَسَبَهُ -ذكره في موضعه كما سيأتي- قال: "من جملة من نقل عن إمامنا، فيما أنبأنا الوالدُ السَّعيدُ … " وساق سَنَدَهُ إليه، فلعلَّه هو المقصود هُنا، وَقَد عَرَفْنَا من مَنْهَجِ المُؤَلِّف اختِصَارَهُ الشَّدِيْدَ لكَثيرٍ من التَّرَاجِمِ، والاقْتِصَارَ في بعضِهَا على عَلَاقَةِ المُترجمِ بالإمامِ دونَ سواها من أخبارِهِ وآثارِهِ، وإن كان بعضُهُم من مشاهيرِ العُلَمَاءِ، وكبارِ المُحَدِّثين، والله المُستعان. وفي أسرة المُتَرْجَمِ أَعدادٌ كبيرةٌ من العُلَمَاءِ في نَيْسَابُور منهم: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَد بنِ إبراهيم بن مِهْرَان، أبو عبد الله الثَّقَفِيُّ السَّرَّاجُ النَّيسابوري (ت ٤٢٥ هـ) وابنُ المُترجَم مُحمَّد بنُ إبراهيم في تاريخ بغداد (١٠/ ٤١١)
(١) في (ط): "اليسابوري" خطأ طباعةٍ.