للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قَالَ: أَنَا ذاكَ عَلَّمَنِي، وَعَنْه أَخَذْتُ، وصَحِبْتُهُ وأَنَا غُلامٌ، وكلُّ شَيْءٍ يُلقِيْهِ إِلَيْنَا أَخَذْتُهُ عنه، وتَمَسَّكَ به قَلْبِي، فأَنَا عَلَيْهِ، أَقرأُ إِذَا لم أَسْمَعْ، وإِذَا جَهَرَ استَمَعْتُ، ومَنْ خَالَفِني أَهْوَنْتُ بهِ (١).

وَقَالَ إبراهيمُ الحَرْبِيُّ: قَبْرُ عليِّ بنِ أَبِي طَالبٍ (٢) لا يُدْرَى أَيْنَ هُوَ.


= الآتي ذكره ترجمة رقم (١٤٦) ومحمَّد بن محمَّد بن الإمام الشَّافعي الآتي ذكره ترجمة رقم (٤٤٦). وتقدَّم ذكرها في ترجمة أبو العبَّاس أحمد بن عليٍّ النَّخْشَبِيِّ رقم (٤٥).
(١) قال الحافظ الذَّهبيُّ في "سير أعلام النُبلاء" (٩/ ١٧٢): "قال ابنُ بَشكوال في أخبار إبراهيم الحربيِّ: نَقَلْتُ من كتاب ابن عَتَّابٍ: كان إبراهيمُ الحَرْبيُّ رَجُلًا صالحًا، من أهلِ العلمِ، بَلَغَهُ أَنَّ قوْمًا من الَّذين يُجَالِسُونَهُ يُفَضِّلونَهُ على أَحْمَدَ بنِ حَنْبَل، فَوَقَفَهُمْ على ذلك فأقَرُّوا بِهِ، فَقَالَ: ظَلَمْتُمُوني بتفْضِيْلِكُم لِيْ عَلَى رَجُلٍ لَا أُشْبِهُهُ وَلَا أَلْحَقُ بِهِ في حَالٍ من أَحْوَالِهِ، فأُقسِمُ باللهِ لا أُسْمِعُكُمْ شَيْئًا من العِلْمِ أبدًا، فلا تأتُوني بعدَ يَوْمِكُمْ".
أقولُ- وعلى الله أعتَمِدُ-: هَذَا واللهِ البِرُّ بالشُّيوخ، وتَبجيلُ العُلَمَاءِ، والإخْلَاصُ لأهْلِ الفَضْلِ، ومعرفةُ مَقادِيرِهِم ومَنَازِلِهِم، وَهَذِهِ هِيَ الدِّيانةُ والأمَانةُ، يتجَّلَّى فيها الوَفَاءُ بأروع صُوَرِهِ. وغَفَرَ له. ابن بشكوال عالمٌ مُحَدِّثٌ أَنْدَلُسِيٌّ مَشْهُورٌ، وهو صاحبُ "الصِّلَةِ" في تاريخ عُلَمَاءِ الأنْدَلُسِ، وغيره من المُؤلَّفات الكَثيرة النَّافعة (ت ٥٧٨ هـ). وابن عَتَّابٍ عبدُ الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّد، عالمٌ، مُحدِّثٌ، أَنْدَلُسِيٌّ أيضًا (ت ٥٢٠ هـ). لهما أخبارٌ وذكرٌ حافلٌ في المَصَادِرِ غَفَرَ اللهُ لنَا وَلَهُمَا.
ولأبِي إسحقَ الحَرْبِيِّ أَخْبَار كَثِيْرَةٌ لم يَذْكُرها المُؤلِّفُ تركتُها خَشْيَةَ الإطَالَةِ، وإنَّما ذَكَرَ المُؤَلِّفُ أهمَّ أَخْبَارِهِ، واقتَصَرَ في نقله على "تاريخ بغداد" للخَطِيْبِ، وفيه أيضًا أخبارٌ لم يذكرُها، وكُنْتُ أتَمَنَّى أن تكونَ تَرَاجِمُ الكِتَابِ حافِلَةً كتَرْجَمَةِ الحَرْبِيِّ هذه. والله المُستعان.
(٢) ساقط من (ط).