للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سُنَّةَ رَسُوْلِ الله في الرَّخَاءِ ونَتْرُكَهَا في الشَّدَّةِ، فَقَالَ (١) الفَتْحُ: فَحَدَّثْتُ بِهِ صَالحًا وعبدَ اللهِ فَقَالَا: لم نَسْمَعْ هذه الحِكَايَةَ إلَّا مِنْكَ، وحدَّثْتُ بِهَا إِسْحَقَ بنَ إِبْراهِيْمَ بنِ هَانِئٍ، فَقَالَ: مَا حَدَّثَنِي أَبِي بِهَا.

أَخْبَرَنَا سُعُوْدٌ اليُوْسُفِيُّ (٢)، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الخَلَّالُ، حدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ بنُ حَيُّوْيَهْ، حدَّثنا أَبُو ذَرٍّ البَاغَنْدِيُّ، حدَّثَنَا إِبْراهيمُ بنُ هانِئٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَحمدَ بنَ حَنْبَلٍ يقولُ: طاعةُ النَّبِيِّ في كِتَاب اللهِ ﷿ في ثَلَاثٍ وثَلاثِيْنَ مَوْضِعًا. قَالَ أَحْمَدُ: قَالَ اللهُ ﷿ (٣). ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ﴾.

وَمَاتَ في يومِ الأرْبِعَاءِ، لأرْبَعٍ خَلَوْنَ من رَبيْعٍ الآخرِ سنةَ خَمْسٍ وستِّين ومَائتين، ولمَّا حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ جَعَلَ يَقُولُ لابنِهِ: يا إسحقُ، ارْفَعْ


(١) في (ط): "قال".
(٢) سُعُود اليُوْسُفِيُّ هذا لم أقف على ترجمته، لكن يغلبُ على ظَنِّي أنَّه جدُّ يَحْيَى بنُ نَجَاحِ بنِ سُعُودِ بن عبد الله اليُوْسُفِيُّ البَغْدَادِيُّ، الشَّاعِرُ الأديب أبو البَرَكَاتِ (ت ٥٦٩ هـ) المُترجم في "الذَّيل على طبقات الحنابلة" رقم (١٥٢)، وهو أخو علي بنِ نَجَاحِ بنِ سُعُوْدٍ اليُوْسُفِيُّ (ت ٥٩٧ هـ) ومحمَّدُ بن نَجَاحِ بن سُعُوْدٍ اليُوسُفِيُّ (ت ٥٧٥ هـ) ونسبتهم إلى ولاء أبي منصور محمد بن عبد الملك بن يُوسُف، أحدُ وجهاء بغداد وأثريائها. وهو في المَصَادر محرَّفٌ إلى "مَسْعُوْدٍ" لقلَّةِ التَّسمية بـ"سُعُود" وكثرة التَّسمية بـ "مسعود" وفي هذه التَّسمية دليلٌ على قدم التَّسمية بهذا الاسم الشَّائع في عصرنا وما قبله من العُصُور المتأخرة، فجدُّ أُسْرةِ أَئِمَّةِ الدَّعوة ومُلُوكنا الآن (آل سُعُودِ) -حفظهم الله- تسمية قديمة كما تَرَى. وهي أقدم من سُعُودٍ اليُوسُفِيِّ هذَا، لكنَّ المجال هُنَا لا يَسمَحُ بتَفْصِيْلِ ذلك.
(٣) سُورة النُّور، الآية: ٦٣.