للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فَعَرَضَها على أَحْمَدَ، وكانت مَسَائِلَ جِيَادًا، يَعْرِضُ على أَحمدَ الأقَاوِيْلَ، ويُجِيْبُهُ أَحمدُ على مَذْهَبِهِ (١)، فمنها: قَالَ: سَمِعْتُ أحمدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ (٢): يُصَامُ عَنِ المَيِّتِ في النَّذْرِ، فَأمَّا الفَرِيْضَةُ فالكَفَّارَةُ. وكان إِسْحَاقُ بنُ بُهْلُوْلٍ قد سَمَّى كِتَابَهُ كتاب "الاخْتِلَافِ" (٣) فقَالَ لَهُ أَحْمَدُ: سَمِّهِ كتَاب "السَّعَةِ".


= العلم بالعروض واستخراج المعمَّى، وصنَّف كتبًا في اللُّغة والنَّحو على مذهب الكوفيين، وله كتابٌ كبيرٌ في "خلق الإنسان" مُتَدَاوَلٌ، وكان أخذُهُ عن يَعقوب بن السِّكيت، ولقيَ ثعلبًا فَحَمَلَ عنه، وكان يقولُ الشِّعرَ الجَيِّدَ، ولقي من الأَمْبَارِيِّيْنَ جماعةً؛ منهم: حمَّاد بن إسحاق بن إِبراهيم الموصلي … وكان … كثيرَ الحديثِ، كثيرَ الحفظِ للأخبار، والآدابِ، والنَّحوِ، واللُّغةِ، والأشعارِ". ولهؤلاء جميعًا -وغيرهم ممن لم أذكره- أخبارٌ، وذكرٌ حافلٌ في المصادر، ولم أتتبع أخبارهم؛ لاقتناعي بأنَّهم ليسوا من الحنابلة، وأبوهم إسحاق المذكور لم يكن مُقلِّدًا في الفقه للإمام أحمد، وإنَّما ذكره المؤلِّف وتبعه مَنْ بعده مِمَّن ألَّف في طبقات الحنابلة؛ لروايته عن أحمد مسائل، واجتماعه به، وإلاَّ فهو من أقرانه، وهم جميعًا على مذهب أبي حنيفة دونَ شكٍّ والله تَعَالَى أَعْلَمُ.
(١) قول المؤلِّف هُنا: "على مذهبه" دليلٌ على اختلاف المذهب وأَنَّه حَنَفِيٌّ كما قُلت.
(٢) سيأتي مثل ذلك في ترجمة (مُثَنَّى بن جامع) ونقل مثل ذلك أصحابُ المسائل عن الإمام أحمد، منهم ابنه صالح في مسائله (٢/ ١٨٩)، وابنه عبد الله في مسائله (٢/ ٦٤٢)، وأبي داود في مسائله (٩٣)، وابنُ هانئ في مسائله (٢/ ٧٩)، والكوسج في مسائله (١/ ١٣١)، ويُراجع: المغني (٤/ ٣٩٩)، والفُروع (٣/ ٩٨)، والمُبدع (٣/ ٤٨).
(٣) يظهر -والله أعلم- أَنَّه هو نفسه كتاب "التَّضَادِّ" المذكور في النَّصِّ الَّذي نقلناه في صدر الترجمة عن "تاريخ بغداد".