للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هارُونَ، وعبد الرَّحْمَن بنَ عَمْرو بنِ جَبَلَةَ البَصْرِيَّ، وإِبْراهِيْمَ بنَ حَمْزَةَ المَدَنِيَّ، وعمَّارَ بنَ عُثْمَان الحَلَبِيَّ، في آخرِين. رَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ، منهم عبدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحاق المَرُّوْذِيُّ، وجَعْفَرُ بنُ عبد الله بن مُجَاشعٍ، وِإِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ، وأَبُو بَكْرٍ الخَلاَّلُ، وقَالَ: كانَ هَذَا شَيْخًا جَلِيْلَ القَدْرِ. وكان له بأَبِي عَبْدِ اللهِ أُنْسٌ شَدِيْدٌ. قَالَ لِيْ: كُنْتُ إِذَا دَخَلْتُ إلى أَبِي عبدِ الله يقولُ لي: إِنِّي أُفْشِيْ إِلَيْكَ مَا لَا أُفْشِيْهُ إِلَى وَلَدِي، ولا إلى غَيْرِهِمْ، فَأَقُولُ لهُ: لَكَ عِنْدِي مَا قَالَ العبَّاسُ لابنِهِ عبدِ اللهِ: "إِنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ يُكْرِمُكَ وَيُقَدِّمُكَ، فلَا تُفْشِيَنَّ لَهُ سِرًّا" فِإِنْ أَمُتْ فَقَدْ ذَهَبَ، وإِنْ أَعِشْ فَلَنْ أُحَدِّثَ بِهَا عَنْكَ يا أَبَا عبدِ الله، فيُفْشِيَ إليه أَشْيَاءً كَثِيْرةً، وكانَ عِنْدَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله جُزْءٌ كبيرٌ فيه (مَسَائِلُ) كِبَارٌ، -لم يَجِئْ بِها غيرُهُ- مُشْبَعَةٌ يَحْتَجُّ عليه بقَوْلِ المَدَنِيِّيْنَ والكُوْفِيِّينَ، منها: قَالَ: سأَلْتُ أحْمَدَ في السِّجْنِ (١) عنْ رَجُلٍ صَلَّى بِقَوْمٍ، فَلَمَّا قَضَى تَشَهُّدَهُ أَحْدَثَ من غَائطٍ أَو بَوْلٍ؟ قَالَ: يَرْجِعُ فَيَتَوضَّأُ، ويَسْتَقْبِلُ الصَّلَاةَ لِنَفْسِهِ، وتَتِمُّ صَلَاةَ مَنْ خَلْفَهُ، قُلتُ: فَيَسْتَخْلِفُ؟ قَالَ: أَمَّا أَنَا فَلَا آمُرُهُ أَنْ يَسْتَخْلِفَ، ولو أَمَرْتُهُ أَنْ يَسْتَخْلِفَ لَمْ آمُرُهُ أَنْ يَسْتَقْبِلَ قُلْتُ: فالحَجَامَةُ للصَّائِمِ؟ قَالَ: تُفَطِّرُهُ (٢). قُلْتُ: لِقَوْلِ النَّبيِّ


= النُّسَخُ يؤيِّده ما وَرَدَ في "تاريخ بغداد" واللهُ أعلمُ.
(١) شبيةٌ بذلك في مسائل صالح (٢/ ٢٧٩)، ومسائل عبد الله (١/ ٢٧٢)، ومسائل ابن هانئٍ (١/ ٨٠). ويُراجع: المُغني (٢/ ٢٤٠)، والمُبْدِع (١/ ٤٦٩)، والإنصاف (٢/ ١١٤)، وكشَّاف القِنَاع (١/ ٣٦١).
(٢) هذه المسألة رواها عن الإمام أحمد أَبُو زُرْعَة الدِّمَشْقِيُّ، والعبَّاس الدُّوْرِيُّ، وعليُّ بن =