للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ، وعَبِيْدَةَ بنَ حُمَيْدٍ، وإِسْمَاعِيْلَ بنَ عُلَيَّة، وغَيْرَهُمْ. رَوَى عَن الشَّافِعِيُّ كِتَابَهُ القَدِيْمِ، ورَوَى عن إِمَامِنَا أَحْمَدَ -فِيْمَا ذَكَرَهُ أَبُو محمَّدٍ الخَلاَّلُ- حدَّثَ عَنْه البُخَارِيُّ وقاسِمٌ المِطَرِّزُ (١)، وإِسْمَاعيلُ الوَرَّاقُ،


= و (الزَّعْفَرَانِيُّ) مَنْسُوبٌ إلى الزَّعْفَرَانيَّةُ: قَرْيَةٌ قُرب بَغْدَاد على الصَّحيح. ينظر: الأنساب ومعجم البُلدان (٣/ ١٤١)، قال: "ومنها الحَسَنُ بن محمَّد بن الصَّبَّاح الزَّعْفَرَانِيُّ، نزل بغداد، وإليه يُنسب دَرْب الزَّعفراني، وأكثر المُحَدِّثين ببغداد منسوبون إلى هذا الدَّرْبِ".
وفي "تاريخ الإسلام" للحافظ الذَّهبي: "كان يسكن درب الزَّعفراني ببغداد فنسب إليه"؟! لعله يقصد فنُسب الدَّرْبُ إليه لا نسب هو إليه ليتَّفِقَ مع كلام ياقوت . من أجلَّ تلاميذ الشَّافِعِيِّ ببغداد، وكان الشَّافعيُّ يُجِلَّه، ويُقَدِّمه، ويثني عليه، وكان هو الَّذي يَقْرَأُ في مَجْلِسِهِ وفيه الإمامُ أحمدُ وأبو ثَوْرٍ. قال زكَريَّا السَّاجِيُّ: سمعتُ الزَّعفرانيَّ يَقُولُ: قَدِمَ علينا الشَّافعِيُّ واجْتَمَعْنَا إليه فقال: التَمِسُوا مَنْ يَقْرَأ لَكُمْ فَلَمْ يَجْتَرِءْ أحدٌ يَقْرَأُ عليه غَيْرِي،. وكنتُ أحدثَ القَوْم سِنًّا، ما كان في وَجْهي شَعْرَةٌ، وإنِّي لأتعجَّبُ اليومَ من انطلاقِ لسَاني بينَ يَدَيِ الشَّافِعِيّ، وأتعجَّبُ من جَسَارتِي يومئذٍ، فقرأتُ عليه الكُتُبَ كُلَّها إلاَّ كتابين فإنَّه قرأهُمَا عَلَيْنَا؛ كتاب "المناسك" وكتاب "الصَّلاة" قال أحمد بن مُحَمَّد بن الجراح: سمعتُ الحَسَنَ الزَّعْفَرَانيَّ يقولُ: لما قرأتُ كتاب "الرِّسَالَةِ" على الشَّافعِيِّ قال لي: من أيِّ العَرَبِ أَنْتَ؟! قلتُ: ما أَنِا بعَرَبيٍّ، وما أَنَا إلَّا من قرية يقال لها: الزَّعْفَرَانِيَّةُ، قال: فأَنت سَيِّد هذه القرية.
وكان الزَّعفراني فَصِيْحًا بَلِيْغًا. قال عليُّ بن مُحَمَّد بن عمر الفقيه بالرِّيِّ، (ثنا) أبو عمر الزَّاهد؛ سمعت أبا القاسم بن بَشَّارٍ الأنماطي؛ سمعتُ المُزَنِيَّ؛ سمعتُ الشَّافعيَّ يقولُ: رأيتُ بِبَغْدَادَ نَبَطِيًّا يَتَنَحَّى عليَّ كأَنَّه عَرَبِيٌّ وأَنَا نَبَطِيٌّ، فقيل له: مَنْ هو؟ فقَالَ: الزَّعْفَرَانِيُّ".
(كله من تاريخ الإسلام). ويُراجع "تاريخ بغداد" و"طبقات الشافعية الكبرى" … وغيرها.
(١) في (ط): "قاسم بن زكريا .. " مخالفٌ للنُّسخ وإن كان هو كذلك في ترجمته، لكنّ اتباع النُّسخ أولى، وهو: قاسم بن زكريا بن يحيى، أبو بكر البغداديُّ المقرئ (ت ٣٠٥ هـ) قالوا: "كان ثقةً ثَبتًا" وكان: "مُصَنِّفًا مُقرئًا نبيلًا" يُراجع: تاريخ واسط (١٥٣)، وتاريخ بغداد (١٢/ ٤٤١)