كتاب طبقات الحنابلة - لابن أبي يعلى - ت العثيمين

[ذكر من اسمه الحسن] - ١٨٠ - الحسن بن عرفة - ج: 1 - ص: 377

أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ بعدَ المحْنَةِ، فقلتُ لَهُ: يا أَبَا عبدِ اللهِ قُمْتَ مَقَامَ الأنْبِيَاءِ.

فَقَالَ لِي: اُسْكُتْ، فإِنِّي رَأَيْتُ النَّاسَ يَبِيْعُوْنَ أَدْيَانَهُمْ، ورَأَيْتُ العُلَمَاءَ مِمَّن كان مَعي يَقُوْلُونَ ويَمِيْلُونَ، فَقُلْتُ: مَنْ أَنَا؟ وما أَنَا؟ وما أَقُوْلُ لِرَبِّي غَدًا، إِذَا وَقَفْتُ بينَ يَدَيْهِ ﷻ؟ فَقَالَ لِي: بِعْتَ دِيْنِكَ كَمَا بَاعَهُ غَيْرُك، فَفَكَّرتُ في أَمْرِي، ونَظَرْتُ إِلى السَّيْفِ والسَّوْطِ، فاختَرْتُهُمَا، وقُلْتُ: إِنْ أَنَا مِتُّ صِرْتُ إِلى رَبِّي ﷿، فأَقولُ: دُعِيْتُ إِلَى أَنْ أَقول (١) في صِفَةٍ مِنْ صِفَاتِكَ مَخْلُوْقَةٌ فَلَمْ أَقُلْ، فالأمْرُ إِلَيْهِ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَ وإِنْ شَاءَ رَحمَ، فَقُلْتُ: وهَلْ وَجَدْتَ لأَسْوَاطِهِمْ ألَمًا؟ قَال لي: نَعَمْ، وتَجَلَّدْتُّ إِلَى أَنْ جَاوَزت (٢) العِشْرِيْنَ، ثمَّ لَمْ أَدْرِ بَعْدَ ذلِكَ، (٣) فَلَمَّا حُلَّ العقابان (٤)

---

= (٢/ ٢٩٣)، وشذرات الذَّهب (٢/ ١٣٦، ٣/ ٢٥٦).
عَاشَ الحَسَنُ بن عَرَفَة سبع سنين ومائة، وولد له عشرة من الولد سمَّاهم بأسماء الصَّحابة العَشَرَةِ المبشَّرِيْنَ بالجَنَّةِ. قال محمَّد بن المُسيّب: سمعتُ الْحَسَن بن عرفة يقول: قد كتب عنِّي خمسة قرون. قال الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "قلتُ: كتب عنه ابن مَعينٍ وغيره، ثم كتب عنه محمَّد بن إسحاق الصَّغَانِي وطبقته، ثم كتب عنه صالح جَزَرَة وطبقته، ثم كتب عنه ابن صاعدٍ وطبقته، ثم كتب عنه عبد الرَّحمن بن أبي حاتم وطبقته، فهذه الخمسة القُرون التى عَنَى".
و"جُزْءُ" الحَسَنِ بنِ عَرَفَةَ مَشْهُوْرٌ عندَ المحدِّثين، يروونه، ويسمعونه على الشُّيوخ ويُبالِغُون في ضَبطه وتَصحيحه وحفظه. طبع في الكويت، مكتبة الأقصى سنة (١٤٥٦) هـ.
(١) في (ط): "قول" بسقوط الألف. خطأ طباعة.
(٢) في (ط): (تجاوزت) مخالف لأصله (أ).
(٣) بياض في (أ).
(٤) في (ب) و (جـ): "فلم" و"العقابين".