ودَفَعَاهُمَا عَنِّي، ودَفَعَا إليَ كِتَابًا وَقَالَا لِي: هَذَا المَكْتُوْبُ رُؤْيَا رآهَا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ في مَحْبَسِهِ، فَمَا الَّذِيْ رَأَيْتَ يا ابنَ حَنْبَلٍ؟ فَأَقْبَلَ أَحْمَدُ على المُعْتَصِمِ فَقَالَ لَهُ: يا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ فالكِتَابُ مَعَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وقَرَأْتُهُ لَمَّا أَصْبَحْتُ، وفَهِمْتُ مَا فِيْهِ، فَقَالَ لَهُ أَحْمَدُ: يا أَمَيرَ المُؤْمِنِيْنَ، رَأَيْتُ كَأَنَّ القِيَامَةَ قَدْ قَامَتْ، وكَأَنَّ اللهَ قَدْ جَمَعَ الأوَّلِيْنَ والآخِرِيْنَ في صَعِيْدٍ وَاحدٍ، وهو يُحَاسِبُهُم، فَبَيْنَمَا أَنَا قَائِمٌ إِذْ نُوْدِيَ بِي، فَقَدِمْتُ حَتَّى وَقَفْتُ بَيْنَ يَدِيَ اللهِ ﷿، فَقَالَ لي: يا أَحْمَدُ، فِيْمَ ضُرِبْتَ؟ فَقُلتُ: مِنْ جِهَةِ القُرآنِ، فَقَالَ لِي: وَمَا القُرْآنُ؟ فَقُلْتُ: كَلَامُكَ اللَّهُمَّ لَكَ، فَقَالَ لِي: مِنْ أَيْنَ قُلْتُ هَذَا؟ فَقُلْتُ: يَارَبِّ حَدِّثَنِي عَبْدُ الرَّزَّاقِ، فنُوْدِيَ بعبدِ الرَّزَّاقِ، فَجِيْءَ بِهِ حَتَّى أُقِيْمَ بَيْنَ يَدَيَ اللهِ ﷿، فَقَالَ لَهُ: مَا تَقُوْلُ في القُرْآنِ، يَا عَبْدَ الرَّزَّاقِ؟ فَقَالَ: كَلَامُكَ اللَّهُمَّ لَكَ، فَقَالَ اللهُ ﷿: مِنْ أيْنَ قُلْتَ هَذَا؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، فنُوْدِيَ بمَعْمَرٍ، فَجِيْءَ بِهِ حَتَّى أُوقِفَ بنَ يَدَيِ اللهِ ﷿، فَقَالَ اللهُ ﷿ لَهُ: مَا تَقُوْلُ في القُرْآنِ يا مَعْمَرُ؟ فَقَالَ مَعْمَرٌ: كَلَامُكَ اللَّهُمَّ لَكَ، فَقَالَ لَهُ: مِنْ أَيْنَ قُلْتَ هَذَا؟ فَقَالَ مَعْمَرٌ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، فنُوْدِيَ بالزُّهْرِيِّ، فَجِيْءَ بِهِ حَتَّى أُوقِفَ بنَ يَدَيِ اللهِ ﷿، فَقَالَ اللهُ ﷿ لَهُ: يا زهرِيُّ مَا تَقُوْلُ في القُرْآنِ؟ فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: كَلَامُكَ اللَّهُمَّ لَكَ، فَقَالَ: يا زُهْرِيُّ مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا؟ قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ، فَجِيْءَ بِهِ فَقَالَ: مَا تَقُوْلُ في القُرْآنِ؟ فَقَالَ: كَلَامُكَ اللَّهُمَّ لَكَ، فَقَالَ لَهُ: يا عُرْوَةُ مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا؟ فَقَالَ: حَدَّثَتْنِي عائِشَةُ بِنْتُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute