و (رُواسٌ) المنسُوبُ إليه هذه النِّسبَة -بالواو خاليةً من الهمزةِ، وقد تُهْمَزُ- اسمُ جدٍّ لحيٍّ من بني عَامِرِ بنِ صَعْصَعَة واسمُهُ الحارثُ بنُ كلابِ بنِ رَبيعة بن عامر بن صعصعة، ثم من قيس عيلان بن مضر. وَرَفَعَ السَّمعانيُّ في "الأنَساب" نَسَبَ وَكِيع إلى جَدِّهِ الأعْلَى الحارثِ بنِ كِلَابِ (رُواسِ) فهو منهم صَلِيْبَةً لا وَلَاءً. وأَمَّا أبُو جَعْفَرِ الرُّؤاسِيُّ شيخُ الكُوفيِّين في النَّحو وشيخُ أُسْتَاذِهِم الكِسَائِيُّ فليس مَنسوبًا إلى هذا الحَيِّ؛ إنَّما نُسِبَ كذلك لعِظَمِ رَأْسِهِ. وكان الجَرَّاحُ والدُ وَكِيعٍ يُتَّهم بالوَضْعِ. أَمَّا سُفيانُ المذكورُ هُنا فكان له وَرَّاقٌ يُفسِدُ عليه حَدِيْثَهُ. قال ابنُ أَبي حَاتِمٍ: "سَمِعْتُ أَبِي تقُوْلُ: جَاءَ في جَمَاعَةٌ من مَشْيَخَةِ الكُوفةِ فقالُوا: بلغنا أَنَّك تَخْتَلِفُ إلى مَشَايِخ الكُوفةِ فتكتُب عنهم وَتَركتَ سُفيان بنَ وكيعٍ، أَمَا كنتَ تَرْعَى له في أبيه؟! فَقالَ لَهُمْ: إنِّي أَوْجَبُ له، وَأُحِبُّ أن تَجْرِيَ أمورُهُ على السِّترِ، وله ورَّاقٌ قد أَفْسَدَ حَدِيْثَهُ. قالُوا: فنحن نَقُوْلُ له أن يبعدَ الورَّاقَ عن نَفْسِهِ، فوعدتهم أن أَجِيْئَهُم، فأتيتُهُ مَعَ جَمَاعةٍ من أهلِ الحَدِيْثِ وقُلْتُ له: إِنَّ حَقَّكَ واجبٌ علينا في شيخك وفي نفسك، فلو صُنت نفسَكَ، وكنت تَقْتَصِرُ على كُتُبِ أبيكَ لكانت الرِّحْلَةُ إليكَ في ذلك، فكيف وقد سَمِعْتَ؟ فقالَ: ما الذي ينقمُ عليَّ؟ فقلتُ: قد أدخل وَرَّاقُكَ في حديثك ما ليس من حديثك! فقال: فكيفَ السَّبِيْلُ في ذلك؟ ففلتُ: تَرْمِي بالمَخرَّجات، وتقتصرُ على الأُصُولِ، ولا تقرأ إلَّا من أصولك، وتُنَحِّي هذَا الورَّاق عن نفسِكَ، وتدعو بابن كرامة وتولِّيه أُصُولَكَ، فإِنَّه يُوثَقُ به، فقالَ: مَقْبُوْلٌ مِنْكَ، وَبَلَغَنِي أَنَّ وَرَّاقه كان قد أدخلوه بيتًا يَتَسَمَّع علينا الحديثَ، فما فَعَلَ شَيْئًا مما قاله، فَبَطَلَ الشَّيْخُ، وَكَانَ يحدِّثُ بتلك الأحاديث التي قد أُدْخِلَتْ بينَ حَدِيْثِهِ، وَقَد سَرَقَ من حديثِ المُحدِّثين". (١) هذِهِ المسألة في: مسائل صالح بن الإمام أحمد (١/ ٢٤٨)، ومسائل عبد الله بن الإمام =