للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أَحَدٍ أَخْيَرَ مِنْهُ- قَالَ: لَقِيَنِيْ بِشْرُ بنُ الحَارِثِ، وأَنَا أُرِيْدُ مَجْلِسَ مَنْصُوْرِ ابنِ عَمَّارٍ (١)، فَقَالَ لِي: وأَنْتَ أَيضًا يا شُجَاعُ؟ وأَنْتَ أَيضًا يا شُجَاعُ؟ ارْجِعْ، اِرْجِعْ. فَرَجَعْتُ. وسَمعَ مِن إِمَامِنَا أَشْيَاء؛ مِنْهَا: قَالَ: قَالَ لَي أَحْمدُ: إِنَّمَا هُو طَعَامٌ دُوْنَ طَعَامٍ ولِبَاسٌ دُوْنَ لِبَاسٍ، وإِنَّهَا أَيَّامٌ قَلَائِلُ. وَقَالَ المَرُّوْذِيُّ: سَمِعْتُ شُجَاعَ بنَ مَخْلَدٍ يَقُولُ: قَالَ لِي أَبُو الوَليْدِ: مَا بالمِصْرَيْنِ رَجُلٌ أَحَبُّ إِلَيَّ من أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الله الحَضْرَمِيُّ (٢): سَنَةَ خَمْسٍ وثَلَاثِيْنَ ومائَتَيْنِ. فِيْهَا مَاتَ شُجَاعُ بنُ مَخْلَدٍ. وقَالَ الحَسَنَ بنُ فَهْمٍ: شُجَاعُ بنُ مَخْلَدٍ مِنْ أَبْنَاءِ أَهْلِ خُرَاسَان من البَغَيِيِّيْنَ (٣) وهو ثِقةٌ، ثَبْتٌ. وتُوفي ببَغْدَادَ لعشرٍ


(١) منصور بن عمَّارٍ هذَا واعظٌ مَشْهُورٌ في زمنه، ذائع الصِّيت، وعظ بالعراق والشَّام ومصرَ، ولم يكن مقبولًا عند المحدِّثين، لذا نَهَى بشرُ بن الحارث شُجَاعًا عن حضور مجلسه، وكان علماء السَّلف لا يثقون بكثير من الوُعَّاظ والمُذَكَرين والقُصَّاص؛ لكثرة ما عندهم من الخلطِ في الأحاديث، وعدم التَّدقيق في الرِّواية وخَاصَّةً أثناء الحماس الظَّاهر، والاندفاع الزَّائد لدى كثير منهم. ومنصور بن عمَّار هذَا موصوفٌ بأنَّه ليس بالقَوِيِّ، وقيل فيه: حديثُهُ منكرٌ. وقال الدَّارقُطنِيُّ: يروي عن ضُعَفَاء أحاديث لا يُتابع عليها. قال الحافظ الذَّهبي: "وساق ابن عديٍّ مناكير تقضي بأنَّه واهٍ جدًا". يُراجع: ضعفاء العُقيلي (٤١٦)، والجرح والتَّعديل (٨/ ١٧٦)، وميزان الاعتدال (٤/ ١٨٧)، وسير أعلام النُّبلاء (٩/ ٩٣)، والنُّجوم الزَّاهرة (٢/ ٢٤٤).
(٢) هو المعروف بـ "مُطَيِّن" وهو محمد بن عبد الله بن سليمان الكوفي الحَضْرَمِيُّ (ت ٢٩٧ هـ) ذكره المؤلِّف في موضعه رقم (٤١٨)، له كتاب "التَّاريخ" فلعل النَّصَّ منه.
(٣) تحرفت في بعض أصول الكتاب وفي بعض المصادر إلى "الصِّين" أو "النَّفس" والصَّوابُ ما=