للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

= في شيءٍ مِنْهَا. ثم عَطَفَ وأنصف وقال: أبو القاسم كان معه طرقٌ من معرفةِ الحديثِ، ومن معرفة التَّصانيف، وطال عُمُرُهُ، واحتَاجُوا إليه، وقَبِلَهُ النَّاسُ، ولولا أَّني شَرَطتُ أَن كلَّ مَنْ تكَلَّمَ فيه مُتكلِّمٌ ذكرتُهُ -يعني في الكامل- وإلَّا ما كنتُ لأذكُرَهُ.

وَأَجَابَ الحَافِظُ الخَطِيْبُ عن ما نُسِبَ إلى مُوْسَى بنِ هَارُون فقَالَ: "الَمْحُفْوظُ عن مُوسَى توثيقُ البَغَوِيِّ وثنَاؤُهُ عَلَيْهِ، ومَدْحُهُ لَهُ، قال عُمر بن حسن الأُشْنَانِيُّ: سألتُ مُوسَى بن هَارُونَ عن البَغَوِيِّ فقَالَ: ثِقَةٌ، صَدُوْقٌ، لو جازَ لإنسانٍ أن يُقالَ لَه: فَوْقَ الثقةِ لقيلَ له، قُلْتُ يا أَبا عِمْرَانِ إِنَّ هؤلاءِ يتكلَّمُون فيه؟ فَقَالَ: يَحْسِدُوْنَه؛ سَمِعَ من ابن عائشةَ ولم نَسْمَعْ، ابنُ مَنِيعٍ لا يَقُوْلُ إلَّا الحَقَّ".

وقَالَ أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيُّ في "الإرْشاد": "هو حافِظٌ، عارفٌ، صَنَّفَ "مُسْند" عمَّه عليّ بن عبد العزيز، وقد حَسَدوْهُ في آخر عمره فتكلَّمُوا فيه بشيءٍ لا يقدحُ فيه".

قَالَ الفَقِيْرُ إلَى اللهُ تَعَالَى عَبْدُ الرَّحْمَن بنُ سُلَيْمَان العُثيمين: وَعَمُّه عَلِيُّ بنُ عبدِ العَزِيْزِ هُوَ المَشْهُوْرُ بـ "ورَّاق أبي عُبَيْدٍ" وراوي مؤلَّفاتِهِ عنه، وصاحبَهُ، وهو ثقةٌ عندهم فيما يرويه، لكنْ يُؤخَذ عليه أنَّه كان لا يُسْمِعُ إلَّا بأجرَة، وهذه لا تَقْدَحُ فيه أيضًا؛ لأنَّه اعْتَذَرَ عن ذلك أنه في مكَّةَ غَرِيْبٌ مُجَاوِرٌ ذُو حَاجَةٍ قال: يا قومُ أَنَا بَينَ الأخْشَبَيْنِ إِذَا خَرَجَ الحَاجُّ نَادَى أَبُو قُبَيْسٍ قُعَيْقَعَان: من بَقِيَ؟ فيقولُ: بَقِيَ المُجَاوِرُونَ، فَيقُوْلُ: أَطْبِقْ.

أقولُ: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق: ٢ - ٣].

والّذي يؤْخذُ عليه تَعَسُّفُهُ الشَّدِيْدِ في أخذِ الأُجْرة، جاء في "معجم الأدباء" (٤/ ١٧٩٥): "أبو بكر السّنِيُّ، قبَّحَ اللهُ عليَّ بن عبدِ العَزِيزِ ثَلَاثًا، فقيلَ لَهُ: يا أَبا عَبْدِ الرَّحمن أتَرْوِي عَنْه؟ فَقَالَ: لا، فقيلَ لَهُ: أَكَانَ كَذَّابًا، فقَالَ: لا، ولكنَّ قَوْمًا اجتَمَعُوا لِيقْرَأَوا علَيْه وبرُّوهُ بِمَا سَهُلَ، وكان فيهم إنسانٌ غريبٌ فقيرٌ لم يكنْ في جُملةِ مَنْ بَرَّهُ فأَبَى أَنْ يَقْرَأُ عليهم وهو حاضِرٌ حتَّى يخرجَ أو يَدْفَعَ كَمَا دَفَعُوا، فذكر الغَرِيْبُ أَنْ ليس مَعَهُ إِلَّا قُصَيْعَة فأَمرَ بإحضارِهَا فَلَمَّا أحضَرَهَا حَدَّثَهُم".

ولم أستدرك عليٌّ هذَا؛ لأنِّي لا أعلم أنَّه قرأ على أحمد، ولا سَمِعَ منه، ولا اجتَمَعَ