للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أَبُو عبدِ الرَّحمن. ذَكَرَهُ أبو بَكْرٍ الخَلَّالُ فَقَالَ: رَجُلٌ جليلٌ جدًّا، كبيرُ القَدْرِ، سَمِعَ عُبَيْدَ اللهِ بن عَمْرٍو الرَّقِّيَّ، ولا أَدْرِي هُوَ أكبرُ مِنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ أَم لا؟ إلَّا أَنَّ شُيُوْخَنَا الكِبَارَ حَدَّثُوْنَا عَنْهُ. سَمِعَ من أحمد "التَّاريخ" سَنَةَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ، وَكَانَتْ عندَهُ "مَسَائِلُ" كِبَارٌ جِدًّا، يُغْرِبُ بِهَا على أَصْحَابِ أَحْمَدَ، لم أَكْتُبهَا عن غَيْرِهِ، سَمِعْتُهَا من رَجُلِ بِطَرَسُوْسَ عَنْه.

قالَ عُبَيْدُ الله الحَلَبِيُّ: سَمِعْتُ أبا عَبْدِ اللهِ وسَأَلهُ رَجُلٌ عن حَدِيثٍ من حَدِيْثِ بِشْرِ بنُ نُمَيْرٍ (١)؟ فقال: لا تَذْكُرِ الكَذَّابِيْنَ. قَالَ: وسَألتُ أَحْمَدَ عَنْ مُحَدِّثٍ كَذَبَ في حَدِيْثٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ تَابَ ورَجَعَ؟ قَالَ: تَوْبَتُهُ فِيْمَا بَيْنَهُ وبَيْنَ اللهِ تَعَالَى، لا يُكْتَبْ عَنْهُ حَدِيْثٌ أبدًا. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبا عَبْدِ الله -وسُئِلَ عَن رَجُلٍ يُقِيْمُ بِبَلَدِهِ، ويَنْزِلُ في الحَدِيْثِ دَرَجَةً؟ قَالَ: لَيْسَ يُطْلَبُ العِلْمُ هكَذَا، لَوْ طُلِبَ العِلْمُ هكَذَا مَاتَ العِلْمُ، إِنَّمَا يُؤخَذُ العِلْمُ عن الأكَابِرِ.

ونَقَلْتُ من الرَّابع (٢) كِتَابِ الرَّوْشَنَانِيِّ (٣). قَالَ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ


(١) هو بِشْرُ بنُ نُمير القُشَيْرِيُّ البَصْرِيُّ. قال صالحُ بنُ أحمدَ بنِ حَنْبَلٍ، عن علي بن المَدِيْنِيِّ: قيل ليَحْيى القَطَّان: لقيتَ بشرَ بن نُمَيْرٍ؟ قال: نَعَمْ وتركتُهُ. وقال غيرُهُ عن يَحْيَى: "كان ركنًا من أركان الكَذِبِ". يُراجع: علل أحمد (١/ ٢٠٥)، والتَّاريخ الكبير للبخاري (٢/ ١/ ٨٤)، وتهذيب الكمال (٤/ ١٥٥)، وميزان الاعتدال (١/ ٣٢٥)، والمُغني في الضُّعفاء (١/ ١٠٧).
(٢) ساقط من (ب).
(٣) في (ط): "الرَّوشنائي" وهو -فيما أَظُنُّ- أحمدُ بن موسى بن عبد الله (ت ٤٠١ هـ) ذكره المؤلِّف في موضعه رقم (٦٤٢).