- وأخوهما عبدُ الوَهَابِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ الله، له ذكرٌ وأخبارٌ مع أخيه الوَزِيْرِ أَبي القَاسِمِ. يُراجع: الوزراء والكتاب لهلال بن المحسن (١٤٠)، تولي ديوان الأزمّة. هَؤُلَاءِ وغيرهم من آل خَاقَانَ لهم ذكرٌ وأخبارٌ ومناقبُ كثيرةٌ، ولا أعلمُ أَنَّ أَحَدًا جَمَعَ أَخْبَارَهُم، ولا تتبع آثارهم، وهُمْ جَمِيْعًا على مَذْهَبِ الإمام أَحْمَدَ ﵀. وممَّا يَحسُنُ معرفته في ترجمته أَنَّ كنيَتَه أبو الحَسَن، وأَنَّ مولده سنة (٢٠٩ هـ)، واستكتبه المتوكل سنة (٢٣٦ هـ)، ثم ولي الوزارة له مع عمّه الفتح حتَّى قُتِلَ الفتحُ مع المُتَوَكَّلِ سنة (٢٤٧ هـ)، وفي خلافةِ المُستعين نفي إلى بَرْقَةَ سنة (٢٤٨ هـ)، وقصد الحجَّ فمُنِعَ، وفي عَهْدِ المُعتمد الذي ولي الخلافة سنة (٢٥٦ هـ) تَوَلَّى الوِزَارَةَ مُكْرَهًا في قصَّةٍ مذكورةٍ في كتب التَّاريخ، وبقي في الوزارة حتَّى سقط من دابَّتِهِ في الميدان وهو يَلْعَبُ الكرة بالصَّوْلَجَان، فَصَدَمَهُ خادِمُهُ وَمَاتَ يَوْمَ الجُمُعَةِ لعشرٍ خَلَوْنَ من ذي القَعْدَةِ سنة (٢٦٣ هـ)، وكان ذا خَطٍّ بديعٍ، ولم تكن له معرفةٌ بأحكام الدِّيوان والوِزَارَةِ، لَكنَّه أُيِّد بأعوانٍ كُفَاةٍ، وكان ذا عَقْلٍ، ودِيْنٍ، واستقامةِ عقيدة، سَمْحًا، جَوَّادًا. ومن هُنا أقول: لا يُستَغرب موقفُ الخَلَيْفَةِ المُتَوَكِّل من الإمَامِ أَحْمَدَ ﵀ ومحاولته الإحسان إليه، والتَّقرُّب منه، ودفع الظُّلمِ عنه، والاقتداء به، ما دام وزيره المقرَّب عُبَيْدِ الله بن يحيى أحدُ تلاميذ الإمام، فلا شكَّ أَنَّ له تأثيرًا على الخليفة، وسيأتي أَنَّ أخاه عبدَ الرَّحْمَن بنَ يَحْيَى كان من تلاميذ أَحْمَدَ أيضًا، وقبلهما عمُّهما الفتح بن خاقان، وولده أبو الفتح كانت صلاتهم بالخليفة قويَّة كَمَا أسلفتُ، فظهر تأثره بهم ﵏ جميعًا، وكانت تلك من نعم الله على أهل الإسلام.