للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المُلَازَمَةِ من سَنَةَ خَمْسٍ ومائتين إِلَى سَنَةِ سَبعٍ وعِشْرِيْنَ، قَالَ: وكُنْتُ بعدَ ذلِكَ أَخْرُجُ وأَقْدُمُ عليه الوَقْتَ بعدَ الوَقْتِ، قَالَ: وكانَ أَبُو عبدِ الله يَضْرِبُ لي مثلَ ابنِ جُرَيْجٍ في عَطَاءٍ، من كَثرةِ مَا أَسْأَلُهُ ويَقُوْلُ لي: ما أَصْنَعُ بأَحَدٍ، مَا أَصْنَعُ بكَ. وعندَهُ عن أَبِي عَبدِ الله "مَسَائِلَ" في ستَّةَ عَشَرَ جُزْءًا، وجُزأين (١) كَبِيْرَيْنِ، بخَطِّ جَلِيْلٍ، مائة وَرَقَةٍ إِنْ شَاءَ اللهُ، أو نَحْو ذلكَ، لم يَسْمَعْهُ منه أَحَدٌ غَيْرِي فِيْمَا عَلِمْتُ، مِنْ مَسَائِلَ لَمْ يَشْرَكْهُ فِيْهَا أَحَدٌ، كبَارٍ جِيادٍ تَجُوْزُ الحَدَّ في عِظَمِهَا (٢) وقَدْرِهَا وجَلَالَتِهَا.

وكَانَ أَبُو عَبْدِ الله يَسْأَلُهُ عن أَخْبَارِهِ ومَعَاشِهِ، ويَحُثُّهُ على إِصْلَاحِ مَعِيْشَتِهِ، ويَعْتَنِي بِهِ عِنَايَةً شَدِيْدَةً، وقَدِمْتُ عليه ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: وُلِدْتُ سَنَةَ إِحْدَى وثَمَانِيْنَ ومَائَتَيْنِ (٣).

أَخْبَرَنَا بَرَكَةُ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ، عن عَبْدِ العَزِيْزِ، حدَّثَنَا الخلَّالُ، حدَّثَنِي المَيْمُوْنِيُّ، قَالَ: قُلْتُ: يا أَبَا عَبْدِ الله، تُفَرِّقُ بينَ الإسْلَامِ والإيْمَانِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: بَأيِّ شَيْءٍ تَحْتَجُّ؟ قَالَ: عَامَّةُ الأحَادِيْثِ تَدُلُّ عَلَى هَذَا، ثُمَّ قَالَ: "لَا يَزْنِي الزَّاني حِيْنَ يَزْنِي وهو مُؤْمِنٌ، ولَا يَسْرِقُ حِيْنَ يَسْرِقُ وهُوَ مُؤْمِنٌ" (٤) وقَالَ الله تَعَالَى (٥): ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا


(١) في (ط): "منها جُزأين".
(٢) في (ط): "عظمتها".
(٣) كذا في جميع النُّسخ، وصوابها: "ومائة".
(٤) الحديثُ مخرجٌ في هامش "المنهج الأحمد".
(٥) سورة الحُجُرات، الآية: ١٤.