للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المَسْجِدِ الحَرَامِ، فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِيْ، كَمْ تُرَدِّدُنِي (١)، وكم تُتْعِبُنِي؟ اقبِضْنِيْ إِلَيْكَ، وَأَرِحْنِي، [ثم رَقَدْتُ] (٢)، فَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ رَأَيْتُ رَبَّ العِزَّةِ ﷿ في النَّوْمِ يَقُوْلُ لِي: يا عَلِيُّ بنُ المُوَفَّقِ، أَرَأَيْتَ لَوْ أَنّكَ بَنَيْتَ دَارًا مَنْ كُنْتَ تَدْعُو إِلَيْهَا، مَنْ تُحِبُّ أَمْ مَنْ تَكْرَهُ؟ فَقُلْتُ: لَا يَارَبِّ، بَلْ مَنْ أُحِبُّ، فَقَالَ ﷿: يا عَلِيُّ بنُ مُوَفَّق، قَدْ دَعَوْنَاكَ إِلَى دَارِنَا.

نَقَلَ عَنْ إِمَامِنَا أَشْيَاء، منْهَا: (٣) قالَ: سُئِلَ أَحْمَدُ عن الصَّلَاةِ خَلْفَ مَنْ يَشْرَبُ النَّبيْذَ الَّذِي يُلْقَى فيه الذَّاذِيُّ والأُكْشُوْثُ (٤) واللَّوْزُ المُرُّ؟ فَقَالَ أَحْمَدُ: لا يُصَلَّى (٥) خَلفَ مَنْ يَشْرَبُ هَذَا، ولَا خَلْفَ مَنْ يَجْلِسُ إلَى مَنْ يَشْرَبُ هَذَا.


(١) في (ط): "تردني".
(٢) ساقط من (ط).
(٣) سبق مثل ذلك، وهي مسألة (الصَّلاةُ خَلْفَ أهلِ البِدَعِ أو المُنْكَرَاتِ).
(٤) الذَّاذيُّ: -بمعجمتين- نبتٌ يُلقى منه في النَّبيذ فيُعجِّلُ تخميره. وبإهمال الأولى من أسماء الخَمْرِ. قال ابنُ دحية في كتابه تنبيه البصائر في أسماء أمِّ الكبائر (ورقة ٣٠): "الدَّاذيُّ خَمْرُ أَهْلِ اليَمَنِ، ذَكَرَهُ الحافظُ أبُودَاوُدَ في كتابِ "السُّنَن " في كِتَابِ الأشْرِبَةِ في بابِ مَا جَاءَ في الدَّاذيِّ".
وأمَّا الأكْشُوْثُ: فَجَاءَ تَعْرِيْفُهُ في لِسَانِ العَرَبِ: (كشث) الكَشُوْثُ والأكْشُوْثُ والكشوثى: كلُّ ذلك نَبَاتٌ مُجتَثٌ، مقطوعُ الأَصْلِ. وقيلَ: لَا أَصْلَ لَهُ، وهو أَصْفَرُ يَتَعَلَّقُ بأطْرَافِ الشَّوْكِ وغَيْرِهِ، ويُجْعلُ فِي النَّبيذ سواديَّة … وأنشد:
هُمُ الكُشوثُ فَلَا أَصْلٌ وَلَا وَرَقٌ … ولَا نَسِيْمٌ ولا ظِلٌّ وَلا ثَمَرُ
(٥) في (ط): "لا تُصَلِّي".