للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أَحَدَ العُبَّادِ السَّائِحِيْنَ، ثُمَّ سَكَنَ بَغْدَادَ. وحدَّثَ بِهَا عن رَجَاءِ بنِ مُرَجَّى المَرُّوْذِيِّ (١) كِتَاب "السُّنَنِ" عَنْ أَبِي شَرَحْبِيْلِ عِيْسَى بن خَالِدِ بنِ أَبِي اليَمَانِ الحِمْصِيِّ، وجَعْفَرِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ الهَاشِمِيِّ، وغَيْرِهِمْ. وصَحِبَ إِمَامَنَا أَحْمَدَ، وجَالَسَهُ، وسَأَلهُ عن أَشْيَاء كثيرةٍ؛ مِنْهَا: مَا أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بنُ الخَيَّاطِ، قَالَ: أَخبَرَنَا أَبُو الحَسين السُّوْسَنْجَرْدِيُّ (٢) أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خَلَفِ بنِ بُخَيْتٍ، حدَّثَنَا أَبُو نَصْر مُحَمَّدُ بنُ عَيْسَى بنُ الوَليْدِ، حدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ المَرُّوْذِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ فَتْحَ بنَ أَبِي الفَتْح العَابِدَ، وكانَ قَدْ خَتَمَ القُرآنَ أَرْبَعِيْنَ أَلْفَ خَتْمَةٍ (٣)، أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ، وذَاكَ أَن عُبَيْد بنَ بُزَيْعٍ، قَالَ: قَالَ لي الفَتْحُ بنُ أَبِي الفَتْحِ: أترَى يُعَذِّبُ اللهُ رَجُلًا خَتَمَ القُرْآن أَرْبَعِيْنَ أَلْفَ خَتْمَةٍ؟ فسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ لأبِي عَبْدِ اللهِ: مَنْ نَسْأَلُ بَعْدَكَ؟ فَقَالَ: سَلُوا عَبْدَ الوَهَّابِ (٤)، مِثْلُهُ يوفَّقُ لإصَابَةِ الحَقِّ.

رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ، وأَبُو مُحَمَّدٍ البَرْبَهَارِيُّ (٥).

قَالَ البَرْبَهَارِيُّ: سمعت الفَتْحَ بنَ شُخْرُفٍ يقولُ: رَأَيْتُ رَبَّ العِزَّةِ


(١) كذا في الأُصُول، والعبارة مُشكلَةٌ. ورجاء بن مُرَجَّى تقدَّم ذكره رقم (٢١٠).
(٢) في (ط): "السَّنْجَرْدِيِّ"و (سُوْسَنْجَرْدُ) قريَةٌ بنواحي بغداد. ويُراجع: الأنساب (٧/ ١٨٩)، ومعجم البُلدان (٣/ ٣٢٠). وقد تقدم في الجزء الأول ص (١٣٧).
(٣) لا تَلتفت إلى مثل هَذه الأخبار فالمبالغة فيها ظاهرةٌ، بل يستحيل وقوع هذا عقلًا، ولو وقع هل هو مَشْرُوْعٌ؟! لا يفقه القُرآن مَنْ يَخْتِمُهُ بأقلِّ من ثلاثِ ليالٍ. وتقدَّم تعليقي على مثلِ ذلك
(٤) يظهر أنَّه عبدُ الوهَّاب الوَرَّاقُ صاحب التَّرجمة رقم (٢٨١).
(٥) ذكرهما المؤلِّف في موضيعهما الأول رقم (٥٨١)، والثَّاني رقم (٥٨٨).