للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

من لُحُومِ الإبلِ: صَحِيْحٌ هو؟ فَقَالَ: نَعَمْ، صَحِيْحٌ، قَالَ أَبُو عَبْد اللّه: فِيْه حَدِيْثَان صَحيْحَان. حَدِيْثُ البَرَاءِ (١)، وحَدِيْثُ جَابَرِ بنِ سَمُرَةَ.

وبِهِ: حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ (٢) بنِ الطَّبَّاعِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَن الشَّعْبِيُّ: أَنَّه كَانَ يَقُولُ: لَيْسَ لذِميٍّ شُفْعَةٌ.

وبِهِ حَدَّثنَا أَبُو بَكْرٍ (٣): سأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عن الرَّجُلِ يَكْونُ بَيْنَهُ وبينَ الذَّمِيِّ الدَّارُ، فيَبِيْعُ المُسْلمُ نَصِيْبَهُ، فيَطْلبُ الذِّمِيُّ الشُّفْعَةَ؟ فَقَالَ: أَمَا أَنَا فَلَا أَرَى لَهُ شُفْعَةً. قَيْلَ لَهُ: ولِمَ؟ قَالَ: لأنَّه لَيْسَ لَهُ مثلُ المُسْلِمِيْن حَقٌّ،


(١) في (ط): "ابن عازب".
(٢) في (ب): "أبو بكر، حدَّثنا ابنُ الطباع" ويظهر أنَّ هذا أصحُّ؛ وإن كانت النُّسخ الأخرى على خلاف ذلك، فأبو بكر المُحَدِّثُ هو الأثرمُ والمرويُّ عنه هو ابنُ الطباع، وهم ثلاثة أخوة محدِّثون محمد بن عيسى وهو المقصودُ هُنَا، وهو أشهرهم، وهو الذي يروي عن هُشَيْمِ، وكنيته (أبو جعفر)؟ وأخوه إسحق، وأخوهما يعقوب، ولهم أولاد وأحفاد من أهل الرِّواية والحديث، ذكرهم جميعًا الحافظ الخطيب في "تاريخ بغداد"، ولم يَتَكَنَّ أحدٌ منهم بـ"أبي بكر" فصحَّ إن شاء الله ما قُلْنَاه والله أعلم. وآل الطَبَّاع يأتي ذكرهم في الترجمة رقم (٤٦١).
(٣) يبدو أن خَللًا أصاب هذه العبارة في النُّسخ كلها ما عدا (ب)؛ إذ تكرت فيها جميعًا العبارة السابقة في السَّند السَّابق: "أبوبكر الطباع، عن هشيم … " وقد تنبَّه لذلك ناسخ (د) فوضع علامة (من) (إلى) على العبارة ليُدلِّللَ بذلك على زيادتها وأنَّها لا معنى لها وأنَّها وهمٌ من النَّاسخ الأوَّل، سواء أكان المؤلِّف نفسه أم غيره. ومسألة الشُّفْعة للجار الذِّمِيّ مشهورةٌ عن الإمام أحمد، نَقَلَهَا أصحاب المَسَائل عنه، منهم: ابنه عبد الله في "مسائله" (٢/ ٩٥٩)، وأبوداود في "مَسَائله" (٢٠٣)، والكوسج في "مَسَائله" (١/ ٦٥)، وابن هانئ في "مسائله" (٢/ ٢٧). ويُراجع: المُغني (٥/ ٣٨٧)، والفُرُوع (٤/ ٥٥١)، والإنصاف (٦/ ٣١٢)، وأشبعها بحثًا العلَّامة ابنُ القَيِّمِ في أحكام الذِّمَّةِ (١/ ١٩١) فما بعدها.