للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أَيَّ شَيْءٍ هَذَا؟ الأخْبَارُ عَنِ النَّبِيِّ وأَصْحَابِهِ في خِلَافِ هَذَا كَثيْرَةٌ، وهو الحَقُّ عِنْدَنَا، قَالَ الله ﷿ (١): ﴿فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ﴾ الحَرْثُ لا يَكُوْنُ إلَّا مَوْضِعَ الوَلَدِ، أَوَ شُبْهَةٌ بِهَذَا (٢)؟!.

وسَأَلَهُ ابنُ الشَّافِعِيِّ عن جُلُوْدِ المَيْتَةِ؟ فَقَالَ: (٣) لَا يُنْتَفَعُ مِنْهَا بِإِهَابٍ (٤) ولَا عَصَبٍ إِلَى هَذَا أَذْهَبُ. ثُمَّ قَالَ: كَيْفَ يَكُوْنُ الدِّبَاغُ ذَكَاةً؟ يَعْقِلُ هَذَا العَرَبُ؟ أَرَأَيْتَ لَحْمَ المَيْتَةِ يُذَكِّيْه الدِّبَاغُ؟ إِنَّمَا الدِّبَاغُ قَرَظٌ (٥) ومَا أَشْبَهَهُ. فَقَالَ لَهُ ابنُ الشَّافِعِيِّ: لَيْسَ يُعْقَلُ هَذَا في اللُّغَةِ، ولكِنَّ الخَبَرَ الَّذِي رُوِيَ فِيْهِ؟ فَقَالَ: دَعْ الخَبَرَ، الخَبَرُ فيه اضْطِرَابٌ. كُلُّهُمْ لَا يَذْكُرُوْنَ فيه الدِّبَاغُ، إلَّا ابنَ عُيَيْنَةَ وَحْدَهُ، وقَدْ خَالَفَهُ مَالِكٌ وغَيْرُهُ. والَّذِيْنَ ذَهَبُوا إلى هَذَا الخَبَرِ ذَهُبُوا إلى الانْتِفَاعِ بِهِ غَيْرَ مَدْبُوغٍ. وهَكَذَا


(١) سورة البقرة، الآية: ٢٢٣.
(٢) المسألة في المغني (٧/ ٢٢)، والفُروع (٥/ ٣٢٠)، وزاد المعاد (٤/ ٢٥٧)، والإنصاف (٨/ ٣٤٨).
(٣) تقدَّم مثل هذا في ترجمة ابن بدينا رقم (٣٩٦)، وسيأتي مثلُ ذلك أيضًا في ترجمة محمَّد بن مُوسى رقم (٤٥٤).
(٤) الإهَابُ: الجِلْدُ. والعَصَبُ: معروفٌ.
(٥) جاء في اللِّسان: (قَرَظَ) "القَرَظُ: شجَرٌ يُدبغ به، وقيل: هو ورق السَّلَمِ يُدْبَغُ به الأدمُ، ومنه: أَدِيْمٌ مَقْرُوظٌ، وقد قَرَظْتُهُ أَقْرُظُهُ قَرْظًا، قال أبو حَنِيْفَة: [اللُّغويُّ المَشهور] القَرَظُ أجودُ ما يُدْبَغُ به الأُهُبِ في أرضِ العَرَبِ، وهي تُدْبَغُ بَوَرَقِهِ وثَمَرِهِ. وقال مَرَّةً: القَرَظُ: شَجَرٌ عِظَامٌ لها سُوْقٌ، غلاظٌ أمثالُ شَجَرِ الجَوْزِ، ورقه أصغرُ من وَرَقِ التُّفَّاحِ .. وأدِيْمٌ قَرَظِيٌّ: مَذْبُوغٌ بالقَرَظِ، وكبشٌ قرظِيٌّ وقُرَظِيٌّ: منسوبٌ إلى بلادِ القَرَظِ، وهي اليَمَنُ؛ لأنَّها منابتُ القَرَظِ .. "