للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحَافِظُ، سَأَلَ إِمَامَنَا عَنْ أَشْيَاء، مِنْهَا: قَالَ: قلتُ: يا أَبَا عَبْدِ الله، لِمَ قَطَعْتَ الحَدِيْثَ والنَّاسُ مُحْتَاجُوْنَ، فَمَنْ فَعَلَ هَذَا؟ فَقَالَ: فَعَلَهُ رَبَاحُ بنُ زَيْدٍ (١)، حَدَّثَ ثُمَّ قَطَعَ. وحبَّانُ أَبُو حَبِيْبٍ (٢)، حَدَّثَ ثُمَّ قَطَعَ. وقَالَ أَيضًا: سَأَلْتُ أَحْمَدَ عَنِ القُرآنِ؟ فَقَالَ: القُرْآنُ كَلَامُ اللهِ غيرُ مَخْلُوْقٍ،


= فهو مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمِ بن عُثمان بن وَارَةَ - بتقديم الواو على الراء - أبو عبد الله الرَّازيُّ. وربما نسب (الوَارِيُّ) إلى جَدِّه الأعْلَى. كَانَ ثقةً، صاحبَ حَدِيْثٍ. قال أبُو جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيُّ: "ثلاثة من علماء الزَّمَان بالحديث اتَّفَقُوا بالرِّي لم يكن في الأَرْضِ في وقتهم أمثالهم؛ فَذَكَرَ أَبَا زُرْعَةَ، ومحمَّد بن مُسلم بن وَارة، وأبا حاتِمٍ الرَّازيَّ". ونُقِلَ عن أبي بكر بن أبي شَيْبَةَ قوله: "أحفظُ من رأيتُ في الدُّنْيا ثلاثة؛ أبو مسعود أحمد بن الفرات، ومحمد بن مسلم بن وارة، وأبو زرعة". وذكر الحافظُ المِزِّيُّ أعدادًا كبيرةً من شُيُوخه وتَلَاميذه. وذكره ابنُ حبَّان في "الثِّقات" وقال: "كان صاحبَ حديثٍ يحفظُ على صَلَفٍ فيه" وذكروا بعضَ القِصَصِ في ذلك. وأثنى عليه الحافظُ الخَطِيْبُ قال: "كان مُتقِنًا، عالِمًا، حافِظًا، فهمًا، قدمَ بغدادَ وحدَّث بها".
(١) هو رَبَاحُ بن زَيْدٍ الصَّنعانيُّ (ت ١٨٧ هـ) وممَّا يؤكد ما ذكر المؤلِّفُ هُنا ما نقله الحافظُ المِزِّيُّ في "تهذيب الكمال" (٩/ ٤٤) قال: "قال أبو الحسن الميموني عن أحمدَ بنِ حَنْبَلٍ: كان خِيَارًا، مارأي كان في زمانه خيرٌ منه، قد انقطع عن النَّاسِ، وجَلَسَ في بيته وحدَه" أخبارُهُ في: طبقات ابن سَعْدٍ (٥/ ٥٤٧)، والجرح والتَّعديل (٣/ ٤٩٠)، وتهذيب التَّهذيب (٣/ ٢٣٣).
(٢) في (ط): "حيان" بالياءِ المُثَنَّاة من تحت، والصَّواب أنَّه بالباء الموحدة، وهو حبَّان بن هلالٍ البَاهِليُّ، ويُقال: الكنانيُّ، مُحَدِّثٌ ثِقَةٌ، روى له الجماعة. قال الإمامُ أحمدُ : "إليه المُنْتَهَى في التَّثَبُّتِ بالبَصْرَة" قال ابنُ سَعْدٍ في "الطَّبقات": "وكان قد امتنع من التَّحديث قبل موته". أخبارُهُ في طبقات ابن سعد (٧/ ٢٩٩)، والجرح والتعديل (٣/ ٢٩٧)، وتهذيب الكمال (٥/ ٣٢٨)، وتهذيب التَّهذيب (٢/ ١٧٠).